أصبح المصري، نور التميمي، حديث الشعب البلغاري بعد مساعدته لبائع متجول تعرض للتنمر في مدينة بلوفديف الواقعة في محافظة فيلبي جنوب بلغاريا.
وكان نور التميمي قد شاهد رجل أعمال يبعد بائعا متجولا يدعى "ميدكو" كان يبيع "الجوارب" أمام مقهى يمتلكه فقام بضربه وركله وشتمه، وهو ما أثار غضبا عارما في بلغاريا بعد أن سجلت كاميرات المراقبة الواقعة، فما كان من التميمي إلا أنه قدم مبادرة لمساعدة هذه الشاب لاقت استحسان الجميع.
واقعة الاعتداء
ويقول التميمي لسكاي نيوز عربية: "الموضوع باختصار هو أن رجل أعمال كان يعمل محاميا وله علاقات متعددة، ويمتلك مقاهي وله استثمارات داخل بلغاريا أبعد بائعا متجولا يدعى "ميدكو" بلغاري الجنسية من أمام المقهى الذي يمتلكه، لكنه قام بذلك بوحشية عبر ركله بالأقدام وضربه بيديه، قم قام برمي بضاعة هذا البائع في الشارع في مدينة بلوفديف".
وأضاف: " أنا شاهدت الواقعة ومنذ قيامي بفتح مطعم في بلغاريا أقوم بمساعدة الفقراء وأخصص كل يوم وجبات مجانية لثلاثين فردا من المحتاجين، وهذا الموقف من رجل الأعمال الذي سجلته كاميرات المراقبة دفعني لمساعدة البائع المتجول، ودفعت له 10 آلاف ليفا بلغارية وهو مبلغ يوازي 100 ألف جنيه مصري، ولم أكن أعلم أن هذا الأمر سيكون له هذا الصدى الواسع في بلغاريا".
تغير الانطباع تجاه العرب والمصريين
ويتابع التميمي: "أنا أتردد على بلغاريا منذ عام 2009 لدراسة تاريخ الموسيقى ثم قمت بالاستقرار في البلاد منذ قرابة 4 أعوام، وفتحت مطعما هناك، وكان انطباع البلغار عن المصريين والمنطقة العربية والشرق الأوسط سيئا بسبب الهجرة غير الشرعية والإرهاب، وغيرها من العوامل لكن بعد هذه الواقعة انتفض الراي العام البلغاري وبدأو ينظروا إلي كبطل، وأكدوا حبهم لمصر بسبب حسن تصرفي وهو شيء عظيم كنت سعيدا بتحقيقه، حتى أنني كنت قد اعترضت على إجراء معين داخل إحدى المصالح في بلغاريا وعندما علمت الموظفة أني صاحب المبادرة سارعت بتسهيل الإجراء الذي أريد ووصفتني بالبطل".
وسائل الإعلام تحتفي بنور التميمي
وحول رد الفعل حول تصرفه يقول التميمي :"بعد هذه الحادثة قوبل تصرفي بحفاوة بالغة من البلغار خاصة وسائل الإعلام التي استضافتني كثيرا، وكان الجميع يخشى عليَّ من سطوة رجل الأعمال بعد تعرضه للحبس والمحاكمة، لكني أكدت أني فعلت ما تقتضيه المرونة والشهامة ليس أكثر دون النظر لهذه الحسابات المتعلقة بنفوذ المعتدي".
ويؤكد التميمي أنه لن يتوقف عن فعل الخير في بلغاريا ويسعى لإنشاء مؤسسة باسم الشاب "ميدكو" الذي تعرض للاعتداء، وذلك لخدمة الفقراء في أوروبا، لا سيما بعد أن لاحظ وجود متسولين داخل بلغاريا قادمين من بلاد أخرى وبعضهم لا يتقن اللغة البلغارية، لافتا إلى أنه لم ينس بلده مصر ويزورها كل ستة أشهر حيث يقضي شهرا بين أهله في جزيرة منيل الروضة، لكن سعادته لا توصف بتحسين صورة الشعوب العربية في بلغاريا والدول الأوروبية التي تابعت وسائل إعلامها الحدث وأثنت على تصرفه فيه".