ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية لاذعة وهجوم واسع تجاه الفنانة المصرية رانيا يوسف، بعدما نشرت صورة جمعتها مع رئيس نادي برشلونة الإسباني خوان لابورتا، على صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.
ردا على الهجوم قالت رانيا يوسف إنها ستتقدم ببلاغات ردا على الهاشتاغ المسيء لها.
كما تصدرت أيضا الفنانة المصرية منة فضالي تريند غوغل بعدما نشرت صورة لها فى حوض السباحة؛ حيث واجهت هي الأخرى هجوما شرسا على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، بسبب ملابسها.
وأعلنت فضالي في بث مباشر عبر حسابها الرسمي على انستغرام، أنها ستتوجه ببلاغات ضد كل من عبر بشكل مهين على صورتها، معبرة عن استيائها من الهجوم على الفنانين بانتقادات غير لائقة.
موقع سكاي نيوز عربية توجه بالسؤال إلى عدد من الخبراء لمعرفة أسباب هذه الظاهرة اللافتة التي تواجه الفنانين، وكيفية مواجهتها، والآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عنها.
مسؤولية مشتركة
ويرى فادي رمزي الخبير التقني بالجامعة الأميركية في القاهرة، أن وسائل التواصل الاجتماعي حاليا أصبحت من أشهر وأقوى الأسلحة الموجودة في مصر والعالم، نظرا لتزايد المستخدمين لهذه المنصات في آخر عامين خاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، فأصبح كل من يريد مضايقة الآخر يلجأ للتواصل الاجتماعي للتنمر عليه والنيل منه.
وفي حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أشار إلى أن هناك مستويات كثيرة للحد من ظاهرة التنمر على الفنانين عبر التواصل الاجتماعي المستوى الأعلى هو الوعي بأن يتم توعية الناس بهذه الظاهرة، والحرص على تأمين الحسابات الشخصية عبر المنصات الإلكترونية حتى لا يستطيع أحد اختراقها، وتغيير كلمة السر للحسابات بشكل دوري، وأن يكون الفنان على دراية بشكل كبير بكل ما يدور على السوشال ميديا.
وأضاف أن هناك الكثيرين لا يهتمون بالضغوط التي تحدث على التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أنه يجب أن يكون هناك رد من الفنان الذي يتعرض للتنمر ويكون رد قوي بالأرقام والبيانات والحقائق حتى لا يدخل في جدال وشجار.
وبسؤاله عن لجوء بعض الفنانين لمباحث الإنترنت، قال إن مباحث الإنترنت أحد الأدوات الهامة جدا وعندما يحدث تنمر أول ما يجب أن يقوم به الفنان أن يأخذ صورة للشاشة "سكرين شوت" لتسجيل واقعة التنمر، ثم يلجأ لمباحث الإنترنت كي تتدخل في الموضوع.
وتابع: "مباحث الإنترنت لها السلطة الكاملة في ملاحقة المتنمرين ولكن عندما يتم الذهاب بادعاء دون "سكرين شوت" سيكون الموقف ضعيف لأن الدليل في حادثة التنمر على السوشيال ميديا هو الصورة، مؤكدا أن قيام المنصات الإلكترونية أو الموقع بحذف التعليقات التي بها تنمر ليس من اختصاص مباحث الإنترنت، مثلما يحدث في حالات مشاهد الاغتصاب أو الصور التي بها عنف ودماء، مشيرا إلى أن هذا من اختصاص المنصات نفسها سواء كان "الفيس بوك أو تويتر أو إنستغرام" فالمسؤولية هنا مشتركة ".
التأثر بمرحلة الإخوان
وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس إن الفنانة رانيا يوسف كان لها واقعه شهيرة بمهرجان فني وهي واقعة "الفستان والبطانة" وتسبب لها في حالة شديدة من التنمر.
وتضيف موريس لموقع سكاي نيوز عربية: "هناك سببان أساسيان لهذه الظاهرة السبب الأول هو أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة يعبر فيها عن نفسه في أي وقت يريده عكس ما كان يحدث سابقًا فهذه المنصات تسببت في الانفتاح الكبير الذي نعيش فيه الآن وأصبحت وسيلة مغرية لأشخاص تكتب لتقود أشخاص آخرين ليعبروا عن آرائهم فيما كتب أو نشر.
وتابعت: "هناك قدر من التشدد والتعصب بسبب المتطرفين المتواجدين بالمجتمع المصري بعد مرحلة الإخوان وتأثر الكثيرين بأفكارهم وهذا التأثر يظهر في بعض هذه الأشياء في أنه يسب الفنان أو الفن بشكل عام أو أي شخص يقول شيء به قدر من الانفتاح .
الحسد
وأشارت موريس إلى أن كل هذه العناصر تتفاعل مع بعضها البعض خاصة مع وجود نوع من الخوف لدى الكثيرين من السيدات والبنات من أن يرتدوا ملابس بحريتهم، فيحدث لهم نوع من التحرش، فكل ذلك كان سببا في حدوث التنمر على الفنانين.
واستطردت قائلة: "وسائل التواصل فتحت الأبواب لأشخاص كثيرين غير مؤهلين لاستخدامها كي يكتبوا ويعبروا عن آرائهم دون أي عقاب أو قيود".
ولفتت إلى أن كون الفنان شخصية عامة أو مشهورة يجعل الكثيرين يعتقدون أن ذلك سببا كافيا للتنمر عليهم وعلى ملابسهم وأفعالهم بسبب وبدون سبب لأنه معروف في كل مكان كما أن هناك قدر كبير من الحسد لأنه مشهور ويمتلك الكثير من الأموال، بسبب أن المجتمع أصبح قريبا إلى بعضه.
وبسؤالها عن مقترحها لحل مشكلة التنمر التي يتعرض لها الفنانين على التواصل الاجتماعي، قالت إنها ترى أن أي شخص يتجاوز في حق غيره بشكل مهين يتم عقابه بشكل صارم وذلك يحتاج لوضع قوانين تضع حدود واضحة جدا بما هو الخروج عن المألوف والعرف وما هو عدم الخروج وذلك يحتاج لوقت كبير لتنفيذه .
عدم احترام
وفي سياق متصل تؤكد إيمان فيود أستاذ علم النفس والاجتماع أن سبب انتشار ظاهرة التنمر بالمجتمع المصري هو أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت متواجدة في كل بيت مصري وأصبح لا رقابة عليها من أية جهة أمنية، فكل شخص يريد أن يقول شيء يقوله دون مبرر أو سبب أو رقابة حتى لو كان هذا الشيء غير صحيح لن يجد له أي عقاب .
وأضافت في حديثها لموقع سكاي نيوز عربية: "لذلك فالشخص يتنمر كيف ما يشاء، وقد يكون هذا التنمر له أهدافه الشخصية وقد يكون تنمر عن طريق الصدفة، فهناك أسباب شخصية للتنمر فهناك أشخاص يريدون حدوث تأثير معين أو منشور معين ينتشر من خلاله على السوشيال ميديا فيجلب له الأموال والشهر".
ولفتت إلى أن مع افتقاد العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية داخل المجتمع أصبح هناك نوع من اللامبالاة وعدم احترام الذات للآخرين وأثر ذلك بشكل كبير على سلوكيات الأفراد جعلهم يرون أن التنمر ديمقراطية وأنهم يقولون رأيهم في الأشخاص دون النظر إلى الدين ومفاهيمه الذي حرم التنمر على الآخرين .
شهرة وأموال
وحول انتشار ظاهرة التنمر على الفنانين، قالت فيود إن سبب ذلك كثرة متابعيه على التواصل الاجتماعي فأغلب المتابعين سيرون "الكوميكس" الذي يتنمر به الشخص على الفنان، فأصبح الكوميكس يأخذ أعلى نسبة مشاهدة من الآخرين وبالتالي سيأخذ لايكات بشكل كبير ينتج عنه أموال وشهرة بشكل أكبر.
وعن تأثير هذا التنمر على الفنان ونفسيته، أشارت إلى أن التنمر يتسبب في تأثير نفسي كبير خاصة إذا كان هذا التنمر ناشئ عن شيء اجتماعي والشخص يتنمر على حياة الفنان اجتماعيا "ابنه معاق" مثلما حدث في الفترة الأخيرة، ويجعل حالته النفسية سيئة جدا وله مردود غير سوي على صحتهم النفسية.
وبسؤالها عن مقترح للحد من انتشار ظاهرة التنمر، أكدت على أنه لابد من تجريم ظاهرة التنمر وجعل له نص في القانون فيعاقب كل من يتنمر على الآخر، ولابد من وعي الوالدين وتوعية الأسرة والمجتمع من خلال شاشات التليفزيون والتواصل الاجتماعي على تحريم ظاهرة التنمر سواء على الفنانين أو على أي فرد للقضاء على هذه الظاهرة، ودعم الوالدين في كيفية معالجة أمور التنمر داخل المنزل .