تعتزم وزارة السياحة والآثار المصرية، إطلاق حملة ترويجية دولية للأماكن السياحية في مصر، قبل بداية فصل الخريف، لجذب المزيد من السياح، والتعريف بالمناطق التي باتت مستعدة لاستقبال الزائرين من شتى أنحاء العالم.
وفي غضون شهرين، ستصبح الاستراتيجية الإعلامية لتلك الحملة الترويجية جاهزة على طاولة وزارة السياحة والآثار المصرية، على أن تُطبق خلال الـ 3 سنوات المقبلة على يد تحالف دولي جرى التعاقد معه في يناير الماضي.
وعن تفاصيل الحملة الترويجية، قالت المتحدثة باسم وزارة السياحة والآثار المصرية، سها بهجت: "نستخدم أفضل الوسائل وشتى الطرق الحديثة في حملتنا الدولية من أجل عودة حركة السياحة لمعدلاتها الطبيعية".
وشهدت مصر انتعاشا في القطاع السياحي عام 2019 بإيرادات وصلت إلى 13 مليار دولار بعد توافد أكثر من 13 مليون سائح إليها، لكن أدى تفشي فيروس كورونا في العالم إلى انخفاض كبير في عدد الزوار عام 2020 ليصل عددهم لنحو 3.5 مليون شخص بإيرادات لم تتخط 4 مليارات دولار.
وتحسنت المؤشرات السياحية بمصر في الشهور الأخيرة، حيث وصل عدد السياح منذ بداية العام إلى أكثر من مليون ونصف سائح، وهي نسبة تقدر بـ 50 في المئة من معدلات الإشغال في التوقيت نفسه بعام 2019.
السوق السياحي العربي
وفيما يتعلق بتوجهات الحملة، أوضحت بهجت لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحملة موجهة إلى كافة الأسواق السياحية في دول العالم، لكن في الوقت نفسه لدينا اهتمام كبير بالسوق السياحي العربي حيث يمثل نحو 20 في المئة من نسبة السياح الوافدين إلى مصر".
وأضافت: "نعتمد أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي في تدشين حملات قادرة على الوصول إلى شرائح أكبر من الجمهور من أبرزها فئة الشباب باعتبار (السوشيال ميديا) هي لغة العصر الحالي في ظل زيادة عدد المستخدمين للإنترنت بالعالم".
وتابعت قائلة: "تتضمن الاستراتيجية الإعلامية للحملة التعريف بالإجراءات الاحترازية والصحية التي اتخذتها مصر منذ بداية جائحة كورونا، وتوفير أماكن آمنة فيها مثل محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، عقب منح اللقاح لكافة العاملين في قطاع السياحة بهما، حتى يطمئن السائح ويتأكد من توفر كافة الاستعدادات لاستقباله".
ومنحت الحكومة المصرية أولوية للعاملين في القطاع السياحي للحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لأهمية ذلك بالنسبة للاقتصاد المصري، وفقا لتصريحات الدكتور خالد عناني وزير السياحة والآثار المصري أثناء تواجده في معرض سوق السفر العربي بالإمارات.
وانتهت وزارة الصحة المصرية من تطعيم العاملين في السياحة بمحافظتي البحر الأحمر في جنوب سيناء بمايو الفائت، وجاري توفير اللقاحات لكافة أفراد القطاع السياحي بالمحافظات الأخرى والذين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص.
تجربة موكب المومياوات الملكية
وتؤكد المتحدثة باسم وزارة السياحة والآثار المصرية لموقع "سكاي نيوز عربية" على محاولة استثمار النجاح الكبير لموكب نقل المومياوات المصرية في إبريل الماضي وما أحدثه من صدى جيد في دول العالم، عن طريق تنفيذ فعاليات جديدة بمستوى عالي تُسلط الضوء على الآثار المصرية.
وفي هذا السياق قالت بهجت: "قريبا سنعلن عن تفاصيل افتتاح المتحف المصري الكبير وطريق الكباش بمحافظة الأقصر، فضلا عن قصر محمد علي باشا بشبرا. نسعى لظهور تلك الخطوات بطريقة مشرفة تليق بحضارة وعظمة مصر".
أفلام ترويجية
وتوضح المتحدثة باسم وزارة السياحة والآثار المصرية أن الأفلام الترويجية وآراء أبرز المدونين على "السوشيال ميديا" عن زيارتهم لمصر، من أبرز وسائل الترويج السياحي، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام العالمية لما يدور على أرض الواقع من تذليل كافة العقبات لزيارة السياح.
ويثمن عماري عبدالعظيم عماري، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقا، الفوائد الكبرى التي تعود على مصر من إطلاق الحملات الترويجية معتبرا إياها خطوة مفيدة في توقيت صعب نظرا لتأثر السياحة العالمية عقب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويقول عماري لموقع "سكاي نيوز عربية": "الترويج المبكر للمناطق السياحية والأثرية سيتيح لنا استقبال أكبر نسبة من السياح عند انتهاء كبوة كورونا وتقديم مصر في أبهى صورة أمام عشاق السفر في ظل منافسة شديدة بالمنطقة على استقطاب الزوار".
وينوه الخبير السياحي لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى ضرورة الاستفادة من تجربة نقل موكب المومياوات المصرية في حضور وسائل الإعلام الغربية والعربية على مرأى ومسمع من العالم بأكمله من خلال تدشين عدد من الاحتفالات والفعاليات السياحية والأثرية المبهرة على حد وصفه.