لم يكن الطفل المصري محمود سامح، البالغ من العمر 12 عاما، ككل الأطفال بعد أن تفاجأ وهو في سن الخامسة بألم في قدمه اليسرى استدعى تجبير القدم لينتهي الأمر ببترها.
ودخل سامح في حالة نفسية سيئة بعد بتر ساقه، إلا أنه كان له رأي آخر مع هذه المعاناة.
سرطان الدم
تبدأ القصة بحسب ما تروي والدة محمود لـ"سكاي نيوز عربية" بعد فحصه من جانب الطبيب لمعرفة سبب الألم في قدمه، ليقرر الطبيب تجبيرها. إلا أن الألم لم يتوقف بعد ذلك، لتكشف الفحوصات إصابته بورم حميد ثم تطور الأمر إلى سرطان في الدم.
وتضيف "توحا" والدة محمود: "التحق ابني بمستشفى لعلاج سرطان الأطفال وقد ساهمت سيدة تدعى عندليب في تحسين حالته النفسية ودفعه للأمام وكان لها بالغ الأثر في تقبله لمصابه، فكان يقوم بمساعدتها بأعمال التطريز وصناعة بعض المشغولات اليدوية المستخدمة في الزينة والتي كانت تباع لصالح المستشفى".
التنمر
وتوضح: "أجرى ابني 50 عملية جراحية ثم اتفق الأطباء على ضرورة بتر رجله اليسرى بالكامل، وبعد اتخاذ هذا الإجراء المؤلم تعرض ابني للتنمر كثيرا في المدرسة وكذلك في الشارع وغيره لأنه كان يمشي بمساعدة عصا يتوكأ عليها، وبعد تركيب ساق صناعية له تحمل الألم واعتاد على هذا التنمر حتى قويت شخصيته وبات لا يخجل من إظهار الساق الصناعية للآخرين".
وتتابع: "بعد إجراء البتر بدأ بعدها بشهر لبس الجهاز ثم بدأ يمشي لأول مرة على قديمه الاثنين. وكان محمود يتدرب جمباز وسباحة قبل بتر قدمه، إلا أن هذا البتر أعاق استمراره فيها ليبحث بنفسه عن هواية أخرى، وهنا أحب رياضة الفروسية لكن قدمه كانت عائقا في البداية، حيث لا يوجد في مصر من يلعبون هذه الرياضة من المصابين بمثل حالة محمود".
ترويض الخيول
وتردف والدة محمود بالقول: "ذهبت بمحمود لإحدى الأكاديميات الخاصة بالفروسية على أمل إلحاقه بها وبمجرد ذهابه هناك انتبه أحد المدربين له ويدعى محمد رمضان وأكد تمتعه بموهبة في هذا المجال وتكفل بتدريبه وكذلك بالأعباء المالية الخاصة بتدريبه ليتخصص محمود في رياضة "ديريساج" أو ترويض الخيول".
وتابعت: "بدأ في المشاركة في عدد من المسابقات في ترويض الخيول، مما جعله الطفل الوحيد في مصر الذي يتدرب على الفروسية رغم بتر قدمه، مع وجود طموح له أن يحقق نجاحات على مستوى احترافي في القريب العاجل خاصة وأن مدربه يؤكد قدرته على ذلك".