يشهد اليوم الثاني من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الاثنين، سلسلة واسعة من الفعاليات التي تتناول موضوعات شتى من دعم أصحاب الهمم إلى تأثير الأوبئة والجوائح في الحضارات، وغيرها الكثير.
وكانت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الثلاثين انطلقت، الأحد، وفق نمط يجمع بين الصيغتين الواقعية والافتراضية، بحضور قرابة 280 عارضا على أرض المعرض، مما يسمح للجمهور من الحضور واختيار كتبه بسلاسة، من قائمة من أبرز العناوين المختارة بعناية.
ويستمر المعرض، الذي يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حتى 29 مايو الجاري.
وتبدأ فعاليات اليوم الثاني بجلسة تحمل عنوان "إشراقات العزم لأصحاب الهمم"، وهي عبارة عن مبادرة لتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لأولياء الأمور والمسؤولين عن أصحاب الهمم، وتشمل المبادرة فرصا تدريبية لهؤلاء، ويمكن لأصحاب الهمم أيضا تبادل خبراتهم بما يعزز من قدراتهم وإبداعاتهم.
أفضل الممارسات في النشر
وبعد ذلك، تستعرض ندوة أخرى "أفضل الممارسات في مجال نشر الكتب"، ويقول الموقع الإلكتروني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب إن قطاع النشر يشهد "منافسة شرسة، وإذا كنت تريد بيع حقوق نشر كتبك في دولة أخرى، فإنك بحاجة إلى أن تستعرض تلك الكتب بشكل متميز ومقنع لتجذب الانتباه. كيف تنجح في ذلك؟ ما يجب عليك فعله وما يجب تجنبه؟ أفضل الممارسات. تخاطب ورشة العمل هذه الناشرين في العالم العربي والذين يرغبون في توسيع أعمالهم في تجارة وتبادل الحقوق".
قرصنة الكتب
ويعقب هذه الندوة، حلقة نقاش تحمل اسم "القرصنة في النشر: القضية الكبرى"، وفيها تلقي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اتحاد الناشرين الدوليين، كلمة رئيسية عن القضايا الكبرى التي تواجه صناعة النشر في القرن الحادي والعشرين. ويشارك رتشارد تشاركين، وهو تنفيذي في قطاع النشر البريطاني ذا شهرة عالمية، مجموعة من كبار التنفيذيين في القطاع لمناقشة التحدّي الذي تمثّله هذه القضية الكبرى.
ويتلو ذلك ورشة عمل للكبار تحمل اسم "احصل على الصورة مع كوكي بول"، وهي عبارة عن درس للموهوبين في الرسم الإيضاحي.
ويقدم أحد أشهر الرسامين الإيضاحيين في العالم، ممن لديهم سنوات عديدة من الخبرة وكتالوغ واسع من المنشورات، أفكارًا مبدعة عن فنّه وطريقة عمله، وتشرح ورشة العمل عملية الرسم الإيضاحي على صفحتين في كتاب باستخدام أحد كتب كوركي المصوّرة.
وكوركي بول مؤلّف ورسّام كتب "ويني الساحرة" التي فازت بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة كتاب الأطفال. ظهرت ويني في 18 كتابًا مصورًا آخر مع قطتها ويلبُر، إلى جانب 16 كتابًا لويني الصغيرة.
الشركات الناشئة في قطاع التعليم
ولم ينس معرض أبوظبي للكتاب ملف التعليم والاستثمار فيه، فخصص ندوة موضوعها "الشركات الناشئة في قطاع التعليم"، ويقول المعرض على موقعه الإلكتروني: " في أوقات الوباء، أصبح التعليم عبر الإنترنت والمنصات الافتراضية أكثر أهمية من أي وقت مضى - في جميع أنحاء العالم. سواء كان ذلك في مجال تعلم اللغة أو الرياضيات - يحتاج الأطفال إلى تعلم المزيد عن شتى المواضيع، وبطريقة ممتعة، خارج إطار المناهج الدراسية. وعلى مر السنوات القليلة الماضية، ظهرت عدد من الشركات الناشئة في هذا المجال تحديداً، وازدهرت أعمالها خلال الوباء".
الأوبئة وتأثيرها على الحضارات
وكان من الطبيعي، في زمن كورونا، أن يتم التطرق إلى تأثير الأوبئة على الحضارات، خاصة أن "تجارب الاثني عشر شهرًا الماضية العالم، واستحالت الأحداث التي قرأنا عنها فقط في كتب التاريخ حقيقةً يصعب تصديقها في القرن الحادي والعشرين".
ويقول معرض أبوظبي للكتاب إنه "غالبًا ما كانت الأوبئة عوامل محفّزة للتغيير، مخلّفة أثرًا هائلًا في تاريخ البشرية. فهي تفتك بأعداد مروّعة من البشر، وتترك الكثيرين تائهين في محاولاتهم للتعامل مع الخسائر الفادحة والأحزان الشديدة والانهيار المجتمعي الذي قد تؤدي إليه في كثير من الأحيان - لكنها تحثّ الأفراد أحيانًا على إيجاد طريقهم للخروج من الأزمة. تنظر جلستنا المتميّزة فيما يمكن أن نتعلّمه عن أثر الجوائح على الحضارات في الماضي".
وبعد ذلك، تعقد ورشة "أساسيات الكتابة الإبداعية" وتتم هذه الورشة بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
وتهدف إلى التعريف بالمذاهب الأدبية وخصائصها، والأشكال التعبيرية الإبداعية، ودراسة المحسّنات اللفظية والبيانية والبديعيـة لتمكين المشاركين من إنتاج النص الأدبـي والكتابة الأدبيـة (القصة القصيرة جداً، والقصة القصيـرة، والبنيـة الروائيـة، والسردية، والقصيـدة والخاطـرة الشعرية)، كما تهدف إلى الارتقاء بأهمية التعبير والكتابة الإبداعية في إطار تعزيز اللغة العربية.
إعلان الفائزين في جائزة الشيخ زايد
وتتضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في يومها الثاني، الإعلان عن الفائزين في جائزة الشيخ زايد للكتاب لسنة 2021، وهي جائزة الأدب والثقافة العربية الرائدة في العالم.
وتبحث جلسة مسائية في مسألة "الرواية التاريخية"، وتجري بالتعاون مع صالون الملتقى، وتتناول هذه الجلسة الدور الذي تؤديه الرواية في توثيق التاريخ من خلال إعادة قراءته بفنية عالية. وتلقي الضوء على محطات مهمّة في حياة ضيفة الندوة التي قالت يوًما إنها كاتبة تبحث عن هويتها عبر التاريخ. كما تتناول جدلية العلاقة التي تربط بين الرواية والتاريخ.
فن الترجمة
وتختتم فعاليات اليوم الثاني بندوة تحمل عنوان "فن الترجمة: كلماتي أنا وصوتك أنت"، يسعى خلالها الخبراء الثلاثة مارلين بوث وحمد الغيثي ومايكل كوبرسون إلى توضيح فن الترجمة والعلاقة التي تربطهم بالمؤلّف وكيف يتم التعبير عن المشاعر والكتابة الإبداعية بلغة أخرى.
ويمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب جسرا ثقافيا وأدبيا بين الحضارات المختلفة بما يزخر به من إصدارات وفعاليات متنوعة تلبي التطلعات المعرفية لجميع الزوار.
ويشارك في أكثر من 889 عارضا حضوريا وافتراضيا، من بينهم 227 عارضا محليا، بالإضافة إلى أكثر من 662 عارضا دوليا من أكثر من 46 دولة من حول العالم، بينما من المتوقع أن يستقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب أكثر من 22 ألف زائر.