رغم إصابته بإعاقة حركية منذ ولادته، واندثار المهنة تقريباً في المملكة منذ سنوات، فإن عبد العزيز الذياب ابن مدينة الرياض صاحب الـ56 عاماً، ظل متمسكاً بإرث الآباء والأجداد، ليخط بديه لوحات إبداعية تبرز مهارته المتقنة في نسخ وكتابة الخط العربي بأنواعه، متفوقاً بذلك على كافة الأجهزة الحديثة في الدقة.

وقال الذياب في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إن تعلقه بكتابة ونسخ وإتقان الخط العربي، جاء منذ نعومة أظافره، وتولد الشغف لديه في طفولته واتخذ من النسخ هواية، بسبب اللوحات التي كانت تزين المحلات المختلفة في بلدته بإتقان نادر، فعمل على تقليديها.

وأضاف "ولدت لأبوين أميين لا يعرفان القراءة والكتابة، إلا أنهما كانا أحرص الناس على الاهتمام بموهبتي في الكتابة وتنميتها وتشجيعي دائماً على ممارسة الكتابة بانتظام، بعد أن لمسا مني حباً غير عادي للغة الآباء والأجداد ومهارة أمتلكها تستحق الاهتمام".

أخبار ذات صلة

خطاط ليبي كتب ألف مصحف.. وحلمه رسم قرآن بالخط العربي
فنان يزين شوارع البحرين بلوحات "الكاليغرافيتي"

وأشار الذياب إلى أنه اهتم بتدريب نفسه من خلال كتب الخط العربي بعد أن أنهي دراسته مكتفياً بمعهد متوسط، ليتفرغ إلى هوايته والعمل على تطوير نفسه، للوصول إلى أعلى مستوى في مجاله، وبالفعل تحقق هذا بعد سنوات قليلة.

حياة الرجل في اللغة العربية

 

وتابع: "في عام 1987 وبعد أن تتلمذت على أيدي خطاطين محترفين، قررت افتتاح متجر صغير خاص بي، وظللت أعمل به حتى عام 1991 الذي قررت فيه الابتعاد عن المهنة، بعد غزوة الأجهزة الحديثة صنعتنا، فآثرت الابتعاد عن المهنة".

الذياب التحق بعد ذلك بوظيفة حكومية في مدينة الرياض، وظل بها منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى عام 2018 وهي السنة التي قرر فيها التقاعد عن العمل، والعودة إلى ممارسة هوايته القديمة، خاصة وأن شغفه بها لم ينقطع في أي وقت.

ويرى الذياب أن مهنة الخطاط قد عادت إلى سابق عهدها في السنوات الأخيرة، بسبب اللمسات الجمالية والفنية في الكتابة اليدوية التي أصبح يقام لها الآن معارض في السعودية، وتحظى باهتمام وإقبال جماهيري كبير.