أيام تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، أحد أهم مواسم الإنتاج السينمائي في العالم العربي، وبالأخص مصر، لكن في ظل الأزمة الاستثنائية التي نعيشها بسبب جائحة كورونا، سنكون أمام موسم مختلف.

ومن بين الأفلام المقرر عرضها، فيلم "ديدو" من بطولة الفنان كريم فهمي، من المرجح بشكل كبير طرح الفنان محمد هنيدي فيلمه الجديد المعنون بــ"النمس والإنس"، وتم الإعلان عن طرح عدد آخر من أفلام وهي "أحمد نوتردام" للفنان رامز جلال و"ثانية واحدة" للنجمين دينا الشربيني ومصطفى خاطر، و"البعض لا يذهب للمأذون مرتين" من بطولة كريم عبد العزيز، ولم يتم حتى الآن حسم موقف فيلم "مش أنا" من بطولة تامر حسني في المشاركة.

لعنة الأفلام على صناعها

كما قررت الحكومة المصرية غلق المحلات والمولات والكافيهات والسينما والمسارح في التاسعة مساءً حتى يوم 21 مايو، مع استمرار التزام دور العرض بالإجراءات الاحترازية التي بينهما أن يكون عدد المشاهدين يناسب نصف سعة قاعة العرض فقط.

ليبقى السؤال الأهم، كيف ستواجه "أفلام العيد" تلك الظروف الاستثنائية؟

انسحابات قريبة

يقول الناقد الفني طارق الشناوي إن الساعات المقبلة ستشهد انسحاب بعض الأفلام من "موسم العيد"، بعد قرارات الحكومة الأخيرة.

ويضيف الشناوي لموقع "سكاي نيوز عربية" "قرار إغلاق السينمات في التاسعة مساءً إلى جانب الإجراءات الاحترازية الأخرى المتبعة وعلى رأسها أن تكون يكون عدد الجمهور يوازي 50 بالمئة من سعة قاعة العرض، جعل مهمة الأفلام صعبة، وتحقيق إيرادات كبيرة بات مجرد حلم صعب الحدوث".

كما يردف: "هناك أفلام تأجل عرضها من العام الماضي، وكان من المقرر عرضها هذا العام، لكن الوضع صعب جدًا، خاصةً أن الحفلات التي اُلغيت كانت هي التي تشهد أكبر عدد من المشاهدين".

ويوضح الشناوي أن السينما مثلها مثل الصناعات الأخرى التي تأثرت بجائحة كورونا، خاصًة أن العيد كان من الموسم السينمائي الأهم خلال العام.

جدير بالذكر أن إيرادات "أفلام العيد" في عام 2019، كانت تُقدر بحوالي 162 مليون جنيهًا مصريًا، بعد 4 أسابيع فقط من عرضها.

وتراجع إنتاج السينما المصرية بشكل كبير في عام 2000 بسبب جائحة كورونا، حيث كانت أقل السنين إنتاجًا فيما يخص السينما خلال العقد الأخير، ومع زيادة الإنتاج تدريجيًا خلال العام الحالي، جاءت الموجة الثالثة من كورونا، لتهدد بعودة الإنتاج السينمائي في مصر إلى نقطة الصفر من الجديد.

أخبار ذات صلة

"جوكر الدراما المصرية".. بيومي فؤاد يتحدث عن "التحول الكبير"
مسلسل "حرب أهلية".. هل غرق في بحر دراما رمضان؟

المنصات البديلة

بسؤاله عن توجه منتجي تلك الأفلام إلى منصات العرض البديلة بدلًا من السينمات، يقول الناقد الفني: "هناك أفلام تأجل عرضها من العام الماضي، وكان أمام المنتجين فرصة لعرضها خلال منصات بديلة، لكن تأخر تلك الخطوة يعني العرض في السينمات يضمن مكاسب أكبر.

ويتابع: "وربما أنتظر المنتجون فرصة أخرى لعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد، لكن ما يحدث الآن، سيدفع كل منتج أو صانع عمل إلى إعادة التفكير في المنصات البديلة، لأنه من الصعب أن يكون معك منتج فني لا يرى النور كل هذه المدة".

يستطرد الشناوي قائلًا: "العام الماضي، أعلن المنتج أحمد السبكي عن عرض فيلم (صاحب المقام) في السينمات، وبعد ذلك تم عرضه خلال إحدى المنصات البديلة، وهذا يعني أن (السبكي) وجد عرض مناسب من تلك المنصة، ومن الممكن أن تكون هناك عروض أخرى من منصات أخرى لمنتجي أفلام هذا العام، خاصةً أن أبطالها (نجوم صف أول) مثل كريم عبد العزيز ومحمد هنيدي".

دعم الدولة

يؤكد الشناوي أنه على الدولة دعم المنتجين السينمائيين في ظل تلك الأزمة الصعبة، "كنا نطالب بذلك قبل جائحة كورونا، لما تمثله السينما من أهمية للتعبير عن هوية هذا الوطن وأبنائه، ولأنها أقوى أسلحة القوة الناعمة".

ويتابع: "يتجلى دور الفن في الأوقات الصعبة، للتهوين على الناس تلك الظروف التي نعيشها اليوم، لذا أصبح دور الدولة مهمًا للغاية الآن".

وفي ختام حديثه، تمنى الشناوي ألا تعطل الظروف الحالية حركة الإنتاج الفني في مصر.