بلغت الوفيات الناجمة عن شرب الكحول في إنجلترا وويلز أعلى مستوياتها في 20 عاما، جراء الازدياد الكبير في معدلات الاستهلاك منذ بدء تدابير الإغلاق خلال جائحة كورونا.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية، تسجيل 7423 وفاة ناجمة مباشرة عن شرب الكحول، بزيادة مقدارها 20 بالمئة عن عام 2019.
وقد بدأ الارتفاع الحاد في الوفيات في الربع الثاني من العام الماضي، الذي سجل ازديادا بنسبة 17 بالمئة، بعدما فرضت المملكة المتحدة تدابير الإغلاق الأولى إثر بدء تفشي فيروس كورونا في مارس 2020.
واستمر الازدياد بنسبة 22 بالمئة، و28 بالمئة في الربعين التاليين من السنة، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
ووصفت رئيسة الأبحاث في معهد دراسات الكحول، سادي بونيفايس، التقرير بأنه "مقلق"، قائلة إن الزيادة "تتزامن مع بداية الوباء".
وأوضحت أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية أن معظم الوفيات كانت مرتبطة بالتناول المفرط للكحول على المدى الطويل، والإدمان الذي يسبب أمراض الكبد والتسمم الكحولي واضطرابات عقلية وسلوكية.
وقالت بونيفايس إن الزيادة "ليست ناجمة عن أشخاص كانوا يتناولون الكحول في السابق بمستويات أقل خطورة وزادوا استهلاكهم أثناء الوباء"، على الرغم مما وصفته بـ"تغييرات جوهرية في أنماط الشرب أثناء الجائحة".
وأشارت إلى أن أسباب هذا الوضع "من المرجح أن تشمل زيادة الاستهلاك لدى أشخاص كانوا يتناولون الكحول بمستويات أكثر خطورة" إضافة إلى "النفاذ إلى الرعاية الصحية".
وأضافت: "هذه الوفيات لم تكن حتمية، لكنها للأسف واحدة من نتائج كثيرة غير مباشرة للوباء يجب أخذها في الاعتبار بعناية في خطط التعافي".
وأظهرت البيانات أيضا أن معدلات الوفيات الناجمة عن الكحول، كانت أعلى بشكل ملحوظ في المناطق الأفقر في إنجلترا وويلز.
ففي إنجلترا، كان الرجال الذين يعيشون في أفقر المناطق أكثر عرضة للوفاة من الكحول بأربعة أضعاف، مقارنة بأولئك الذين يعيشون في أكثر المناطق ثراء.
وكانت النساء في المناطق المحرومة أكثر عرضة للوفاة من الكحول بثلاث مرات مقارنة بالمناطق الأكثر ثراء. وبشكل عام، كان الرجال أكثر عرضة مرتين للوفاة من الكحول.