هل من الممكن أن تنجح ريهام حجاج في تحقيق نجومية في الشارع المصري والعربي لمجرد أنها تملك دعاية صاخبة تقف وراءها؟! من رمضان إلى رمضان تسعى لخلق هذا الوهج، الذي يولد أو لا يولد مع الفنان، ولا يمكن اكتسابه.
هذا العام لعبت بطولة مسلسل "وكل ما نفترق" وفي العام الماضي "لما كنا صغيرين" وكان معها العام الماضي كل من محمود حميدة وخالد النبوي، والمسلسل برغم كل الثغرات كان أفضل حالاً بالقياس بمسلسل هذا العام.
العام الماضي حاولت أن تتقدم في الأفيش وعلى التترات، لكن كل من حميدة والنبوي تصديا لها، وهدد النبوي بالانسحاب ليس فقط من المسلسل ولكن المهنة برمتها، فتوارت قليلاً عن المقدمة. هذه المرة قررت ألا تستعين بأسماء من النجوم الذين ربما تكتشف أن لديهم طلبات أدبية غير الحصول على أجر مجز، وهكذا سبقت الجميع في مسلسل "وكل ما نفترق".
السؤال من يملك القرار في ترتيب كتابة الأسماء على التترات؟ الإجابة تعثر عليها لو عرفت لمن تتم من أجله صناعة المسلسل، فطالما أن شركة الإنتاج تريد مجدداً الدفع بريهام حجاج بطلة فسوف تملي شروطها على الجميع.
الرغبة في احتلال كل الشاشة واحدة - كما يبدو- من مظاهر النجومية، وهكذا قررت أن تؤدي دور التوأم، واختارت أيضاً اللهجة الصعيدية.
ريهام لم تكتف بهذا القدر، ولكنها أضافت أيضاً لنفسها مسؤولية اختيار زاوية التصوير وتحديد من يقف معها في الكادر. ولو اختلفت مع ممثل تدخل غرفة المونتاج وتحذف مشاهده مثلما حدث ذلك مؤخرا مع أكثر من فنان شاركها التمثيل!
وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى انسحاب الكاتب محمد أمين راضي، والمخرج كريم العدل، وأيضاً مدير التصوير، وأظنها بحثت عن نجم يقبل بشروطها فلم تجد غير أحمد فهمي، وغالبا فإن الفنان الذي لا يجد أمامه اختيارات أخرى يوافق على مثل هذه الأمور، وبحثت عن مخرج ينفذ طلباتها فوجدت مصطفي أبو سيف.
ويظل السؤال: أليس من حق كل فنان أن يحلم بالبطولة وأن يتصدر اسمه العمل الفني؟ قطعاً هذا حقه، وهو حلم مشروع للجميع ولا يجوز لأحد أن يصادر الأحلام، إلا أنه قد يُصبح في لحظات كابوساً.
لم ولن تنقطع المحاولات المبذولة دوماً، والتي تجري على قدم وساق لخلق نجمة، وطوال التاريخ تجد عشرات من الأمثلة، مثلا كل من نادية الجندي ونبيلة عبيد كانتا تحلمان بتحقيق نجومية في الشارع، في زمن كان من بين رموزه فاتن وماجدة وشادية وهند رستم وسميرة أحمد، في منتصف السبعينيات. نبيلة أنتجت "وسقطت في بحر العسل" قصة إحسان عبد القدوس وإخراج صلاح أبو سيف، ونادية الجندي أنتجت قبلها "بمبة كشر" عن حياة راقصة شهيرة إخراج حسن الإمام، واستمر النجاح نحو ربع قرن حتى نهاية القرن العشرين.
صحيح أن الزمن أدار ظهره لكل منهما بعد ذلك، وكان آخر لقاء فني جمعهما "سكر زيادة" وهو بالمناسبة أيضاً اللقاء الأول بينهما. ورغم ذلك فإننا يجب أن نذكر أن نادية ونبيلة تمتعتا بجاذبية النجومية، ولا يمكن أن تتحقق إيرادات دون كاريزما.
ريهام لم تتحقق كنجمة، وكررت المحاولة هذا العام بعمل فني أقل في المستوى، انسحب المخرج كريم العدل ورفض استكماله بسبب كثرة تدخلها في تفاصيل عمله، فاستعانت شركة الإنتاج بمخرج آخر مصطفي أبو سيف، وبدأت في توجيه زخات متلاحقة من الدعاية تؤكد أن المسلسل يحقق نجاحاً وأن كل ما نراه من آراء أو كتابات عابرة ضد المسلسل، هم فقط من حزب أعداء النجاح المنتشرون هنا وهناك، والحاقدون على من يحقق إنجازاً، وبالفعل أقامت حفلاً توسطته "تورتة" أطلقت عليها "تورتة النجاح".
ريهام حجاج قررت أن أقصر الطرق للوصول للقمة هو أن تتجاهل كل الآراء السلبية المنتشرة على السوشيال ميديا ضد المسلسل، وتقيم حفلاً وتكتب على التورتة "مبروك النجاح يا ريكو" اسم الدلع لريهام.
عندما أحلل موهبتها من خلال الأعمال التي قدمتها في السابق أقوال إنها تحتاج إلى مخرج مثل كاملة أبو ذكري. لقد نجحت "كاملة" قبل نحو سبع سنوات في مسلسل "سجن النساء" وأقنعت الجمهور بأن ريهام ممثلة، إلا أن النجومية شيء آخر، لم أشعر حتى الآن أن ريهام تملك كاريزما النجومية.