إلى جوار كنيسة السيدة العذراء بمنطقة شبرا في مصر، وقف شنودة سعد لبيع السعف للمسيحيين قبل يوم واحد من الاحتفال بأحد السعف (أحد الشعانين)، بعد العام الماضي الذي احتفلت فيه الكنيسة الأرثوذكسية المصرية دون حضور شعبيّ، ومع التشديد على اتّباع الإجراءات الصحية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

لكن شنودة الذي غاب العام الماضي عن "تضفير السعف" وصناعة الصلبان والأشكال المختلفة، عاد من جديد إلى منطقته المفضلة، ومعه عادت الأسر المسيحية للشراء منه.

يقول شنودة لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه كانت هناك تخوفات كبيرة العام الماضي على شراء السعف حين كانت الموجة الأولى من جائحة كورونا تضرب البلاد، واتخذت الأسر الكثير من الاحتياطات لمنع الإصابة بالعدوى، أو التعامل في عمليات الشراء.

أخبار ذات صلة

"أعيادنا واحدة".. قساوسة مصريون يشاركون بتوزيع حلوى المولد

وعلى خلاف ذلك، يرى الشاب الثلاثيني أن الأسر القبطية توافدت بشكل ملحوظ منذ صباح اليوم لشراء السعف مع ارتداء أغلبهم للكمامات الطبية.

ويقول إن الأسعار ارتفعت قليلًا لبيع السعف، بسبب ارتفاع تكاليف نقل الخامات، وتتراوح بين 15 جنيهًا حتى 30 جنيهًا.

وأمامه وقف مينا فريد، يشتري منه "تاجًا" لابنته، بينما كان عائدًا من عمله. يقول لـ"سكاي نيوز عربية"، إن لأحد السعف دلالة مهمة لدى الأقباط وحرص على الاحتفال به وارتداء أشكال السعف المختلفة، والتي تبعث البهجة في النفس.

وأوضح أن الكثير من الأسر المسيحية تشتري عدّة أشكال للسعف المجدول، منها: الصليب، أو "التاج"، أو القلب، أو الحمار، نسبة لدخول السيد المسيح أورشليم على حمار.

كما تقوم هذه الأسر بشراء الورود التي تزين السعف، وتخرج بها يوم الأحد إلى الكنائس والشوارع كعادتها الدائمة.

"أحد الشعانين"

و"أحد الشعانين"، هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول المسيح إلى مدينة القدس.

ويسمى هذا اليوم أيضاً بأحد السعف أو الزيتونة، لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف والزيتون المزين فارشاً ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم.

ومن الطقوس التي يمارسها المسيحيون في هذا اليوم قراءة فصول الأناجيل الـ4 في زوايا الكنيسة الـ4 وأرجائها، في إعلان لانتشار الأناجيل، وترديد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة.

إجراءات احترازية

وشددت الكنيسة المصرية إجراءاتها الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد خلال قداس عيد أحد السعف.

ومن المقرر أن يترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد أحد السعف بكنيسة العذراء والآنبا كاراس بالإسكندرية، حيث اعتاد بابا الأقباط في مصر أن يصلي قداس تلك المناسبة هناك.

وشدد على الكهنة بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ومراجعة أسماء المصلين المسجلة أسماؤهم فى كشوف الحاجزين للصلاة "كلٌ في كنيسته"، والاعتذار بشكل قاطع لمن يعلمون بإصابته أو إصابة أحد أفراد أسرته بفيروس كورونا حاليًا أو مؤخرًا، عن عدم استقبالهم للصلاة في الكنيسة.

 

وقالت الكنيسة المصرية إن الأمانة تقتضي على الجميع "كهنة وشمامسة وشعب"، أن يمتنع عن الذهاب إلى الكنيسة في حالة مجرد الشك في احتمال إصابته، أو مخالطته لمصاب سواء من أفراد أسرته أو من آخرين.