إشادات كثيرة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تخُص ديكورات مُسلسل "قصر النيل"، مشيرين إلى جودة العمل في رصد تفاصيل فترة الستينيات بدقة كبيرة، والتي نالت إعجاب وتقدير الكثيرين.
وفي هذا الإطار تحدث مصمم ديكورات "قصر النيل" المُهندس كارم محمود لموقع "سكاي نيوز عربية" عن تفاصيل مُشاركته في العمل وتحضيراته له ومعايير اختياراته للديكورات والألوان المُستخدمة بها وعن المراجع التي عاد لها في تصميماته خاصة وأنه يُصمم ديكورات حقبة زمنية مُختلفة وأبرز الصعوبات التي واجهته خلال التجربة.
استحضار الروح
يقول مهندس الديكور كارم محمود إن ما جذبني لمسلسل "قصر النيل" أنه عمل فني يُؤرخ لفترة زمنية مُهمة، كما أن تركيبة العمل مُتكاملة؛ فيه توليفة من سيناريو وممثلين جيدين ومنتج داعم للعمل ومتحمس له، كما أن حنيني للماضي كان أحد أهم الأسباب الرئيسية للمشاركة فيه.
ويتابع عندما قرأت الورق أحببته كثيرا وشعرت أنني أعيش داخل قصر النيل فكان التحدي أن أجعل الجمهور أيضا يشعر بهذا الشعور الذي انتابني فور قراءتي للسيناريو.
ويلفت إلى أنه قام بمشاهدة أعمال فنية قديمة وقراءة كتب معمارية كمرجع عاد لهما أثناء تحضيراته للعمل وليس لرؤية المعمار فقط وإنما للنظر إلى التفاصيل الصغيرة جدا أثناء تلك الحقبة الزمنية.
وأردف أنه كان قلقا كثيرا من العمل على حقبة زمنية مختلفة لأنه ليس أمرا سهلا على الإطلاق، ويتطلب مجهود ومذاكرة وتحضيرات كثيرة ولكنه تحدى نفسه وقبل المُشاركة في العمل كي يثبت لنفسه أنه يستطيع.
بناء الديكور
ويشير إلى أن بناء الديكور تم على مراحل، أولها البدء في تصميم "القصر" ثم "المصنع"، ثم على أجزاء تأسست غُرف أبطال العمل، كما وجدت صعوبة تحديدا في الحفلة لأن الحفلات في هذه الحقبة تختلف كثيرا عن الوقت الحالي.
ويوضح المصمم المصري أنه حرص كثيرا خلال تصميم الديكور على أن يصدقه الجمهور: "كان الأهم بالنسبة لي الاحساس بالشيء" وحرصت على صنع ديكور حقيقي، فكان هناك اختيار لكل تفصيلة صغيرة" كاختيار التليفون وكذلك التليفزيون والأقلام والجرائد والأحداث السياسية فكنا نرى هذه الأشياء كيف كان شكلها في ذلك الوقت، وساعدني في ذلك وجود فريق عمل بجواري يتمكن من تنفيذ تلك التفاصيل.
ويقول إن عامل الوقت كان من الصعوبات التي واجهته في العمل لأنه كان مضغوطا كثيرا في التحضيرات وتنفيذ المباني فالتحضيرات والبناء استغرقوا 45 يوما فقط لأننا كنا نصارع الزمن للحاق بالماراثون الرمضاني خاصة أن المُسلسل مليء بعناصر ديكورية كثيرة.
ويضيف قائلا: بدأنا ببناء القصر أولا لأنه يندرج تحته عناصر كثيرة فهو يحتوي على 5 غرف نوم وغرفة السفرة والمطبخ والحمامات والممرات والمكتب وأربع طرق، ثم تطرقنا للمصنع الذي يمتلكه الرجل الديكتاتوري صاحب قصر النيل فكان هام للغاية أن يرى الجمهور مصنع هذا الرجل صاحب القصر كيف يكون شكله، ثم بناء المكان الأمني.
مؤكدا أنه عند تصميم الغُرف راعي سمات كُل بطل من أبطال العمل وعلى أساسها وقع الاختيار على شكل الغُرفة وكذلك في المصنع.
ويتابع: "حرصت على تقديم ديكورات مُختلفة لـ "قصر النيل" وأن ابتعد عمّا شاهده الجمهور من قبل في الأعمال الفنية التي تناولت هذه الحقبة وفي اختياراتي للألوان تعمدت أن تكون ألوان جريئة ولكن لا أبتعد عن الواقعية حتى عندما يشاهد الجمهور البناءات والديكورات يصدق أنها حقيقية وملائمة للحقبة التي يتناولها المسلسل.
ويكشف المهندس المصري أن ديكورات "قصر النيل" مُعظمها بني خصيصًا للمُسلسل باستثناء المكاتب والسُفرة والأشياء الخارجية كالحديقة الخاصة بالقصر فكُل هذه الأشياء استكملنا بنائها.
تحديات
وبسؤاله عن الأصعب بالنسبة له كمهندس ديكور في تجربة "قصر النيل" قال عامل الوقت ثم الحفلة لأنني كنت دائما أتخيل الطبقة الاجتماعية هذه فعندما يقومون بعمل حفلة كيف كان شكلها وكيف يفرشون منزلهم وماذا عن الرقصات والموسيقى خاصة وأن الحفلة ستستمر 15 حلقة فكانت هامة جدا بالأحداث.
وأعرب عن سعادته الكبيرة بالإشادات وردود الأفعال التي جاءته حول ديكورات العمل، قائلا "أستاذي محمد عطية الذي عملت كمساعد له فترة كبيرة مكالمته لي بعد عرض العمل بالدنيا وما فيها وأسعدتني كثيرا وردود أفعال الجمهور أيضا كانت مبهجة ".
واختتم حواره لموقع "سكاي نيوز عربية" معربًا عن سعادته الكبيرة بمشاركته في مسلسل “قصر النيل" فهو علامة فارقة في مشواره الفني فقد حفزه كثيرا على تقديم الأفضل دائما بأعماله .