بعد قرابة 8 سنوات على فض اعتصام عناصر تنظيم الإخوان في ميدان رابعة العدوية بالعاصمة المصرية، جاء مسلسل "الاختيار 2" ليجسد أحداث تلك المرحلة التاريخية المهمة التي أعقبت ثورة 30 يونيو.
وبعد إنكار أنصار جماعة الإخوان لما حملته مشاهد المسلسل من أحداث، على رأسها وجود سلاح بين المعتصمين في ميدان رابعة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الرد الحاسم من أحمد المغير، وهو أحد قادة الاعتصام، وواحد من الوجوه البارزة في دعم الإرهاب والتحريض على العنف.
وتساءل المغير في تدوينة طويلة كتبها على موقع فيسبوك عام 2016، في ذكرى فض اعتصام رابعة، على السؤال "هل اعتصام رابعة كان مسلحا؟"، ليجيب على نفسه قائلا إن الاعتصام كان فيه "كلاشات وطبنجات، وخرطوش وقنابل يديوية، وملوتوف، وربما أكثر من ذلك".
واستنكر الشاب الإخواني خروج 90 في المئة من هذا السلاح من الاعتصام قبل الفض بيومين، مؤكدا أن هذا حدث بسبب "خيانة أحد المسؤولين الكبار في الجماعة"، مدعيا أن "كم السلاح الكبير كان كافيا لصد قوات الأمن التي فضت الاعتصام".
وفي نفس المنشور، يشيد الإخواني بنقطة تجمع طيبة مول الموجودة في رابعة، لافتا إلى أنها كانت "نقطة تجمع للجهاديين"، الذين احتفظوا بأسلحتهم كاملة، وأطلقوا الرصاص صوب قوات الأمن في بداية الفض، مما أدى لمقتل عناصر من قوات الشرطة.
بعد تداول المنشور على نطاق واسع حينها، قام المغير بحذفه، إلا أنه خرج من جديد في اتصال هاتفي مع أحد مذيعي قناة "الشرق"، يكرر ذات الكلام، ويؤكد أن هذا السلاح كان كافيا لحماية المعتصمين، مستشهدا بما حققته المجموعات الإرهابية في سوريا من انتصارات في حلب حينها.
ضحايا وأرقام
وبحسب بيان وزارة الداخلية المصرية في أعقاب الفض، "بلغ عدد الشهداء 42 شهيدا من بينهم 17 ضابطا، اثنان برتبة لواء وعقيدان، و15 فردا، وعدد 9 مجندين، وموظف مدني بإدارة شرطة نجدة الفيوم، وإصابة 211 منهم 55 ضابطا، و156 فردا ومجندا، العديد منهم في حالة حرجه. وقد توفي 149 من عناصر الشغب في جميع المحافظات".
وتابع بيان الداخلية رصد قطع السلاح باعتصامي رابعة والنهضة؛ إذ تمكنت قوات الأمن من ضبط "عدد من الأسلحة في اعتصام النهضة قُدرت بـ10 بنادق آلية، وعدد 29 بندقية خرطوش، وعدد 9622 طلقة حية، وعدد 6 قنبلة يدية، وعدد 5 كباس خرطوش، وعدد 55 زجاجة مولوتوف، وكميات من الصدور الواقية والأجهزة اللاسلكية، وكميات كبيرة من الأسلحة البيضاء وأدوات الشغب".
وفي اعتصام رابعة، ضُبطت العديد من الأسلحة، "عبارة عن عدد 9 سلاح آلي، طبنجة، عدد 5 فرد محلى، كميات كبيرة من الطلقات، كميات من الصدور الواقية والأسلحة البيضاء وأدوات الشغب".
وفي تصريحات لصحف محلية إبان الأحداث، أعلن المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي، الدكتور هشام عبد الحميد، أن إجمالي حالات الوفاة التي وردت إلى مشرحة زينهم بمصلحة الطب الشرعي في أحداث العنف التي شهدتها محافظتي القاهرة والجيزة، منذ فض اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة" قد بلغت 726 حالة وفاة.