أعلنت اليوم في العاصمة العراقية بغداد، فوز التصميم الذي قدمه 8 مهندسين معماريين مصريين، بالمسابقة الدولية المعمارية لإعادة بناء الجامع النوري التاريخي، في مدينة الموصل العراقية.
ويعتبر جامع النوري أحد العناصر الرئيسية في مشروع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونيسكو ) الطموح "إحياء روح الموصل"، والذي تموله دولة الإمارات، والرامي إلى إعادة تأهيل المدينة القديمة في الموصل، والتي كانت قد تعرضت للخراب والدمار، على يد داعش، أثر احتلالها من قبل التنظيم الإرهابي في العام 2014.
وقد اختير التصميم الفائز المسمى "حوار الأروقة" من بين 123 تصميما متنافسا، وقد قدمه فريق مؤلف من 4 شركاء يترأسه، صلاح الدين سمير هريدي، ويشارك فيه كل من، خالد فريد الديب وشريف فرج إبراهيم وطارق علي محمد، ومن 4 مصممين معماريين وهم ، نهى منصور ريان وهاجر عبد الغني جاد ومحمد سعد جمال ويسرى محمد البهاء.
وهم من المعماريين المعروفين، ولديهم تاريخ حافل في مجال إعادة تأهيل المناطق التراثية، والتخطيط الحضري والعمارة الهندسية .
وقد علق الفريق المصري على فوزه في المسابقة، بالقول: "عمل فريقنا بشغف كبير من أجل تقديم مشروع يحقق في المقام الأول، غاية التلاحم الاجتماعي وإحياء روح الموقع بشتى تفاصيلها، ونتطلع بشوق إلى استكمال التصميم، والمساعدة على إحياء روح مدينة الموصل القديمة".
يذكر أن التصميم الفائز سوف يحصل على جائزة قدرها 50 ألف دولار أميركي، وكذلك على العقد الذي يقضي، بإعداد التصميم المفصل للمجمع.
وقد نظمت اليونيسكو المسابقة بتنسيق كامل مع وزارة الثقافة العراقية وديوان الوقف السني العراقي، وبدعم من الإمارات العربية المتحدة، والأطراف الثلاثة تتمتع بعضوية اللجنة التوجيهية المشتركة للمشروع.
وقال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي ناظم حسن خلال المراسم: "هذا المشروع الذي بادرت به دولة الإمارات مشكورة، ومنظمة اليونيسكو، هو مشروع يكلف سنوات من الجهد وأموالا طائلة، للحفاظ على هذا الإرث، وبالخبرات في بلدننا، وبلدان أشقائنا، اليوم نحن في مرحلة الإعلان عن التصميم الفائز، ونأمل أن يرى الناس في الأيام القادمة منارة الحدباء، وهي تقف أمام كل أهالي الموصل".
وبدوره قال رئيس الوقف السني سعد كمبش: "نقف بعرفان عميق لكل المهندسين والمختصين المشرفين على المشروع، كما يتعين علينا أيضا شكر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووزير الثقافة حسن ناظم، الذي أصر بقلبه وروحه على المضي بمشروع تأهيل المسجد النوري، وأيضا وزيرة الثقافة الإماراتية نورة الكعبي، للمساهمة الكبيرة في هذا المشروع".
وأكد السفير الإماراتي في العراق سالم عيسى القطام خلال الاحتفالية أن بلاده تفخر بدعمها هذا المشروع وبتمويله.
وقال القطام: "نحن نؤكد الحفاظ على هذا التراث، لتعزيز الأمن والسلام والإنسانية، ومواجهة الأفكار الرجعية والهدامة، وإحياء تراث مدينة الموصل ذات التراث العميق، والروح المضيئة للتعايش السلمي بين الأديان والثقافات، وهذا المنطلق جاء بالتعاون مع اليونسكو، متجسدا بالمشروع لتأهيل وإعمار كنيستي الساعة والطاهرة، والمسجد النوري".