عبّر عدد من المنشدين والمبتهلين في مصر، الذين يتزايد نشاطهم الفني في شهر رمضان عن اشتياقهم لإحياء ليالي الشهر الفضيل بوصلات الابتهال والمديح النبوي، بعد عام من الغياب والحرمان من لقاء الجمهور بسبب جائحة كورونا.

موعد مع الجمهور

وقال الشيخ جودة هيكل مؤسس ومنشد فرقة الحضرة المصرية للإنشاد الصوفي إنه وفرقته في اشتياق بالغ لإحياء ليالي رمضان واستئناف الإنشاد الديني الذي يحظى بجمهور كبير في مصر.

وأضاف الشيخ جودة لموقع"سكاي نيوز عربية" إن شهر رمضان يتميز عن بقية شهور العام بالأجواء الروحانية والنفحات الربانية التي تجعل المنشد في حالة وجد لا يعيش مثلها في أى وقت آخر.

وتابع أن المنشد الديني بمثابة "الساقي" والمستمع يمثل "الشارب"، وهي علاقة اتصال متبادل يؤثر فيها المنشد على جمهوره بما يلقيه من أشعار وعبارات تهذب النفس وترقي الروح، وفي المقابل يؤثر الجمهور في المنشد ويكمل حالة الوجد التي تجعله يقدم أفضل ما عنده.

وأكمل المنشد الصوفي: "اعتدنا أن نقول في وصلات الإنشاد: الحب داء والوصال دواء.. والقرب من بعد البعاد شفاء، وهذه المقولة تنطبق على ما نعيشه حاليا من ابتعاد عن الجمهور بسبب كورونا".

ليالي الانشاد الديني

ويندرج الانشاد الديني ضمن الانشطة الثقافية والفنية التي تحرص وزارة الثقافة على تقديمها في البيوت الثقافية والمباني التاريخية التي تحفل بها القاهرة مثل "بيت السحيمي" و "قبة الغوري" وغيرها.

وحرصت وزارة الثقافة المصرية هذا العام على استئناف أنشطتها في رمضان بعد إلغائها العام الماضي للوقاية من كورونا، لكنها فرضت إجراءات لمنع انتشار العدوى.

وخصصت ساحات ومسارح مفتوحة تابعة لها بالمحافظات لتنظيم أنشطة رمضان، بسعة 50% من الطاقة الاستيعابية، مع اتخاذ إجراءات احترازية مشددة.

أخبار ذات صلة

كواليس "عودة شريهان" بعد 19 عاما من الغياب
مصر.. من هم الرابحون في سباق الحلقة الأولى بدراما رمضان؟
أشهر أغاني الاحتفال برمضان.. ما أصلها ومن كتبها وغناها؟
بعد توقف 30 عاما.. قصة إطلاق "مدفع رمضان" في مصر وحكايته

 التزام بإجراءات الوقاية

وقال الشيخ منتصر الأكرت المبتهل بالإذاعة المصرية إنه في الوقت الذى يشتاق فيه للقاء المُصلين في بيوت الله بعد حرمان لمدة عام، إلا أن ذلك يجب ألا يُنسينا أهمية الحفاظ على السلامة الشخصية من خطر العدوى.

وأضاف الأكرت في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنه قبل كورونا كان المبتهلون يجوبون المحافظات ويشاركون في حفلات وندوات دينية، وخلال العام الماضي كان التلفزيون المصري يسجل ابتهالات المنشدين داخل مبني ماسبيرو، ثم يذيعها في التلفزيون والاذاعة، التزاما بإجراءات غلق المساجد.

وقال إنه ملتزم بإجراءات اتحاد الغذاعة والتلفزيون بشأن المشاركة في شعائر الصلاة بالمساجد الكبرى في القاهرة خلال رمضان، راجيا المولى عز وجل أن يكون شهر رمضان نهاية لهذه الجائحة التي يعاني منها العالم كله.

وسائل التواصل بديل مؤقت

وقال الفنان والمبتهل بالإذاعة المصرية إبراهيم راشد إن رمضان هذا العام يعيد الوصال بين الناس، بعد حرمان لمدة عام أدى فيه المسلمون الصلاة في رمضان بمنازلهم.

وأضاف "راشد" في حديث لـ"سكاى نيوز عربية" أن الانقطاع عن الجمهور أمر مؤلم لكل المبدعين، والناس تحتاج إلى الروحانيات وذكر الله والاستمتاع بالابتهالات وقراءة القرآن في رمضان أكثر من أى شهر آخر.

وعن طريقة التواصل مع الجمهور خلال "عام كورونا" لفت المبتهل إلى أنه كان يطل على محبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن الابتهال في الإذاعة المصرية، لكن هذا يعد بديلا مؤقتا لا يغني عن متعة التواصل المباشر.

وعن أعماله المرتبطة بشهر رمضان هذا العام، قال راشد الذي يقدم ألوانا غنائية بدار الأوبرا المصرية إنه شارك في أغنية للتلفزيون المصري عن شهر رمضان.

وسيشارك في حفل بدار الأوبرا لإحياء ذكرى الفنان سيد مكاوي صاحب أغنية "المسحراتي"، كما سيقدم ابتهالات صلاة الفجر يوم 6 رمضان عبر الإذاعة المصرية من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة.