تعد البهنسا واحدة من أهم المناطق الأثرية مصر، وبها الكثير من الآثار الإسلامية والقبطية والرومانية، وتوجد بها مختلف أنواع الأماكن التي تعد قبلة للزائرين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فضلا عن طلاب العلم والبعثات الدراسية والسياحية من داخل وخارج مصر.
ويقول سلامة زهران مدير تفتيش الآثار بالبهنسا لـ"سكاي نيوز عربية" إن البهنسا هي بقيع مصر وواحدة من المناطق التي تشهد على عراقة الحضارة المصرية على مر العصور.
وكان يطلق على هذه المنطقة، وفقا لزرهان، "اكسير نخوس “، وبها آثار ثابتة تدل على مختلف الحقب التاريخية بداية من العصر الفرعونى وانتهاء بالعصر الإسلامي أهمها على الإطلاق مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب، والعملات الذهبية التي ترجع لعصر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وغيرها من التحف المنقولة والآثار الثابتة وكل ذلك له أبلغ الأثر فى تعريف العالم بأسرار الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإسلامية "
ويضيف "البهنسا هى إحدى قرى مركز ومدينة بنى مزار محافظة المنيا وتقع على بعد 15 كم من بني مزار على الجانب الغربي لبحر يوسف، وتشتهر بجباناتها وتلالها الأثرية وموالد الأولياء والشهداء. ومر بها العديد من التطورات والتغيرات على فترات وحقب التاريخ المختلفة بداية من العصر الفرعوني ثم اليوناني الروماني ثم القبطي نهاية بتاج العصور ودرتها العصر الإسلامي.
وكانت ذات مكانة هامة في العصر الإسلامي ودل على ذلك العديد من الآثار العمرانية القائمة والدارسة التي كانت تزخر بها البهنسا من جوامع وقباب ووكالات وحمامات وازدهار الفنون بها ومن أهمها النسيج والخزف والفخار والمسكوكات فكانت من أهم مراكز هذه الصناعات.
وأردف "تعتبر البهنسا متحفا تاريخيا مفتوحا، وذلك من عصور مصرية قديمة فرعونية ويونانية ورومانية، وكانت قبل الإسلام تسمى بمج أو بمجة وهى كلمة قبطية وفى أواخر العصر الإسلامي عرفت بالبهنسا الغربية تمييزا لها عن قرية صندفا التى عرفت بالبهنسا الشرقية فهما متقابلتان على شاطىء بحر يوسف، وكانت صندفا من أهم شون الغلال أيام على باشا مبارك".
5 آلاف صحابي دفنوا بالبهنسا
وولفت إلى أن الواقدي قد ذكر بأنه حضر البهنسا 10 آلاف عين رأت النبي محمد و70 ممن حضروا غزوة بدر مع الرسول، وقد ودفن بأرض البهنسا نحو 5000 صحابي، حيث أن عمرو بن العاص بعد فتح الوجه البحري في مصر أرسل للخليفة عمر بن الخطاب يستأذن فتح الصعيد فحثه على فتح مدينتي إهناسيا والبهنسا، فأرسل ابن العاص قيس بن الحارس المرادي الذي ذهب لفتح البهنسا وحاصرها وعسكر بقرية القيس التي سميت باسمه، ولما علم الروم بذلك جمعوا كل فلول حاميتهم وعلموا أنه لو سقطت البهنسا لسقط الصعيد كله.
وأشار إلى اشتداد المعركة والحصار، فأرسل إلى خالد بن الوليد يطلب منه أن يسير معهم هو والمهاجرين والأنصار، لكنه أرسل ابي عبد الله الزبير بن العوام ومعه 300 فارس ثم أرسل خلفه المقداد بن الأسود وضرار بن الأزور ودفع لهما 200 فارس، ثم عبد الله بن عمر ومعه 200 فارس وعقبة بن عامر الجهني ومعه 200 فارس.
وتابع "كان الروم والقبط يلقون ويرمون بالحجارة والسهام من أعلى الأسوار والأبواب، وأقبل ضرار بن الأزور وهو ملطخ بالدماء فقالوا له مابك يا ضرار قال لقد قتلت 160 رجلا من الأداء وكفيتكم من خرج من باب الجبل وقتل من المسلمين 280 رجلا في المكان المعروف بالمراغة وأقاموا على حصار المدينة 4 شهور وقام عبد الرازق الأنصاري بفتح باب الحصن وقتل ودفن وعرف باسم فتح الباب ، وتم الفتح بعد سقوط عدد كبير من الصحابة والتابعين، وقد استقرت بها قبيلة غفار التي تنتمى إلى أبو ذر الغفاري وتكون منها الجيش المسلم واختارت البهنسا واستقرت بها قبيلة بنى الزبير من أبناء الزبير بن العوام".
مسجد الحسن الصالح
ويشير زهران إلى أن البهنسا تحتوي على مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب وبها العديد من القباب التي تنسب الى شهداء الصحابة والتابعين مثل قبة عبد الله التكرور، وقبة الأمير زياد بن أبى سفيان، وقبة خولة بنت الأزور، حيث ذكرت بعض المصادر أن قصة أسر ضرار بن الأزور وإنقاذ أخته خولة له من الأسر كانت بالبهنسا عندما تنكرت فى زي فارس ملثم.
وكما توجد بها، وفقا لزهران، قبتى على الجمام وأولاد عقيل :مسلم بن عقيل تولى ولاية البهنسا حتى عهد عثمان بن عفان وجعفر بن عقيل تولى ولاية البهنسا فى عهد على بن أبى طالب ، وليس هذا هو المكان الأصلي للضريح، ولكن تم نقله الى المكان الحالي فى جو روحانى عام 1933.
وبين مدير تفتيش الآثار بالبهنسا أن المنطقة توجد بها قبة السبع بنات، وهو موضع يقع بالنهاية الغربية للبهنسا وفيه نوع انحدار ومراغة يتمرغ فيه الناس رجالا واناثا لطلب الشفاء، ويشتهر عنهن اشتراكهن في معركة فتح البهنسا، وقبة ابان بن عثمان بن عفان بن ابان، حفيد سيدنا عثمان بن عفان، وقبة أبو سمرة، قبة محمد بن عقبة بن عامر الجهني، وقبة محمد بن أبى بكر الصديق، وسكن البهنسا جماعة من نسل ابى بكر الصديق وولده محمد وعبد الرحمن واستقروا بالبهنسا
شجرة مريم
وأكد زهران أن هناك شجرة عتيقة بمنطقة البهنسا يعتقد أن العائلة المقدسة استظلت بها وشربت من البئر الموجودة بجوارها أثناء رحلة الهرب إلى مصر، لتصبح البهنسا بحق قبلة للبعثات الأجنبية والعلمية التي تصل إليها بهدف الدراسة والبحث والسياحة الأثرية.