تشهد الشاشة الصغيرة في ليبيا خلال شهر رمضان، عرض مسلسل "زمن الهف" الذي يتناول حياة الليبيين في إحدى واحات الجنوب الشرقي في حقبة الستينيات من القرن الماضي، بعد سنوات من انتشار مرض "الهف" الذي حصد أرواح الكثيرين وتسبب في تشتيت شمل آخرين.
المسلسل درامي اجتماعي يتكون من 15 حلقة، جرى تصويره في البيوت والأسواق والمزارع والصحراء، حيث تتداخل علاقات الناس ومسارات الحياة اليومية.
مخرج المسلسل علي حامد العريبي، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن مسلسل "زمن الهف" عبارة عن "دراما اجتماعية تدور أحداثها في إحدى الواحات البعيدة، وهي من الواحات التي لا نعرف عنها شيئا سوى كونها كانت دربا للقوافل أو مصدرا للتمور ومشتقاته".
ويضيف العريبي أن المسلسل "يؤرخ جائحة من الزمن القديم (ما كنا نسميه الهف)، وفيها صراع بين العائلات ذات النفوذ في الواحة التي سالت على رمالها الدماء، وصار التنافس أكثر بشاعة، وتصور الصراع الأزلي بين الخير والشر".
وأشار إلى أن بطل المسلسل طفل ينجو من جائحة الهف، بينما تقع قافلة بأكلمها في براثنها فتفنى كلها، عدا الطفل فضيل الذي يتلقفه أحد الحجاج القادمين من الحجاز فيأخذه معه، بعد أن يصنع كذبة صغيرة ويقول لأهل الواحة إنه ابنه من زوجته التي ماتت وهي تنجبه في مكة".
وحول التشابه بين أحداث المسلسل وفيروس كورونا، يقول العريبي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الهف هو اسم لمرض انتشر في النصف الأول من القرن العشرين، وحصد أرواح الكثير من الناس، مما اضطرهم لاتخاذ تدابير وقائية شبيهة بالحجر الصحي المفروض الآن بسبب جائحة كورونا".
من جانبه، يقول كاتب المسلسل، مصطفى السعيطي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "النص والحوار مصنوع بعناية بمفردات زمن الستينيات وبداية السبعينيات، وكذلك المكان الذي استغرق بناؤه 3 أشهر ليصور الأبنية القديمة وأسواقها ومزارعها"، لافتا إلى أنه لم يغفل عن إضفاء الظرف والكوميديا في بعض شخصيات الواحة، لكسر حدة الأحداث.
ومن الصعوبات التي أثرت على تصوير المسلسل، بحسب السعيطي، كانت حالة التباعد الاجتماعي التي فرضها إثر انتشار فيروس كورونا، خصوصا أن الممثلين والممثلات من مدن ليبية مختلفة، إلى جانب انعدام البنية التحتية الخاصة بإنتاج الأعمال الدرامية في البلاد، بحسب المخرج علي العريبي.
ويشارك في المسلسل نخبة من الفنانين، من بينهم نجاة عطية، وياسمينة الورفلي، ويقين عبد المجيد، وروز، وحنان سرحان، وعلي الفيتوري، وإبراهيم القذافي، وصالح المعداني، وحمد خنفور، الذي يعود إلى الفن بعد توقف استمر قرابة 31 عاما.