لا تزال الزيارة التاريخية لمومياء الملك رمسيس الثاني إلى فرنسا عام 1976، تحظى باهتمام بالغ كما ورد اسم الملك المصري في أي مناسبة، لما أحاطها من مراسم خاصة أجريت له.
وتتم مساء السبت، مراسلم نقل 22 مومياء لملوك وملكات حكموا مصر قبل آلاف السنين، من بينها، مومياء الملك رمسيس الثاني، السبت، من المتحف المصري بوسط القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، جنوبي القاهرة.
وتعود قصة سفر مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا إلى أواخر سبتمبر، عندما أصابها نوع من الفطريات تطلب معالجتها، لتستقبل بحفاوة بالغة في مطار بورجيه بباريس.
ويسرد مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبدالبصير، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل هذه الزيارة التاريخية والفريدة.
قائد فريد من نوعه
ويقول عبدالبصير إن الزيارة أحاطها هذا الزخم الكبير نظرًا للمكانة الكبيرة لرمسيس الثاني، الذي يعد "ملك الملوك" ومن أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة، إذ استمر في الحكم ما يربو على 67 عاما، وأنجب ما يزيد 100 طفل.
وأوضح أن رمسيس قام بفتوحات عسكرية عظيمة، وأول من وقع معاهدة سلام في التاريخ.
وأشار إلى أن هذه المكانة الكبيرة لرمسيس أوجبت أن يُعد له استقبال خاص في فرنسا عام 1976، بحضور الرئيس الفرنسي الراحل فاليري جيسكار ديستان.
استقبال الملوك
ونجح ديستان في إقناع نظيره المصري أنور السادات حينئذ بنقل المومياء إلى باريس، ووعده بأن يحظى الفرعون بمعاملة الملوك.
واستكمل عبدالبصير أن رمسيس استقبل "استقبال الملوك الفاتحين والشخصيات البارزة"، إذ عزفت له الموسيقى العسكرية وضربت 21 طلقة في حدث لا يتكرر كثيرا.
وخرجت مومياء الملك رمسيس الثاني من المطار، ليتم نقلها إلى متحف باريس للأنثروبولوجيا، حيث تم فحصها.
وعن قصة استخراج جواز سفر للمومياء، قال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن الجهات المصرية أعدت جواز سفر خاص بالملك رمسيس الثاني لإتمام الإجراءات القانونية لدخوله إلى الأراضي الفرنسية على هيئة "ملك مبجل"، ولمزيد من إضفاء الطابع الملكي على موميائه.
وبشأن سبب الزيارة بالأساس، أشار إلى أنها كانت تهدف لدراسة مومياء رمسيس الثاني واكتشاف الأسرار الكامنة بها، وإجراء أبحاث عليها ومعرفة أسباب وفاته، إذ مات الملك في سن كبير وكان يعاني من أمراض الشيخوخة.
وتعود علاقة المومياء بالمتحف المصري إلى عام 1885، حيث نقلت له في هذا التاريخ بعد 4 سنوات من العثور عليها في خبيئة الدير البحري بالأقصر، على أن تستقر من اليوم في المتحف القومي للحضارة.