لم تمر سوى أشهر قليلة على زواج الشاب المصري، سامح رمضان بلال، واتخاذه إحدى الوحدات السكنية في عقار جسر السويس المنهار كمسكن للزوجية، حتى انقلبت الحياة رأسا على عقب، وتبدد حلم الاستقرار الذي بدأه مع زوجته منذ الثانوية العامة.
ومع استمرار عمليات انتشال ضحايا عقار جسر السويس من قبل قوات الدفاع المدني المصرية، يشكر بلال الذي يعمل كمهندس كمبيوتر، القدر الذي أبعده عن المبيت وهو وزوجته في منزلهما هذه الليلة التي سقط فيها العقار المكون من 10 أدوار وتسبب في العديد من الوفيات والمصابين.
بلال وزوجته
بلال وزوجته من ضمن الناجين من الحادث المؤلم الذي شهدته منطقة جسر السويس، شرقي القاهرة، في الثالثة من فجر الأحد لكنهم ما زالا في "صدمة"، حيث أكدا أنه كُتب لهما عمر جديد بعد نجاتهما من هذا الحادث، لكن انهيار العقار دمر حياتهما التي سعيا لبنائها على مدار سنوات طويلة.
يقول بلال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه اعتاد منذ زواجه على قضاء يومي الخميس والجمعة عند أسرته، هو وزوجته، في مركز السنطة بمحافظة الغربية، مضيفا أنه تلقى اتصالا من شقيقته المقيمة بالقاهرة تُبلغه بانهيار عقار في المنطقة التي يعيش بها بجسر السويس: "رأيت الصور، وقلت إن هذه هي بنايتنا، لأنها كانت في حالة متردية".
لم يتردد بلال وزوجته في التحرك بصورة سريعة في السادسة من صباح اليوم لرؤية ما تبقى من وحدتهم السكنية بعد الحادث، وحسب بلال فإن جميع تجهيزات "شقتهم" جديدة وتم شرائها تزامنا مع إقامة العرس، موضحا أنهم لم يجدا سوى بعض الملابس.
حالة صدمة
ويعيش بلال وزوجته حالة من الصدمة بعد انهيار العقار ودمار كل تجهيزات شقتهم لكنهما يؤكدان أنهما يحمدان الله على نجاتهما من هذا الحادث: "نحمد الله أننا لم نكن هناك، ولا نعرف ما يمكن القيام به ونحن تحت وقع هذه الصدمة".
وحسب شهود عيان من سكان "شارع الثلاجة" المتفرع من شارع جسر السويس الذي وقع فيه الحادث، فإن هذه العمارة تتألف من 4 أدوار؛ عبارة عن مخازن ومصانع ملابس، بينما بقية الأدوار يسكنها الأهالي والعاملون في هذه المصانع، وكانت البناية قد تعرضت لحريق قبل فترة.
وطالب شهود عيان من سكان المنطقة في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، بإبعاد المصانع عن العمارات السكنية، مشددين على أن هذه المصانع كارثة وتسببت في وقت سابق في خسائر مادية وبشرية.
وما زالت قوات الحماية المدنية مستمرة في إزالة الأنقاض واستخراج سكان العقار والضحايا من أسفل الأنقاض، الذي ارتفع عدد ضحاياه إلى 25 قتيلا حتى الآن، بينما نجحت الجهود في انتشال عدد من المواطنين أحياء منهم 5 من أسرة واحدة.
تحويل من سكني لتجاري
ومن موقع الحادث، قال أبو أحمد الحويطي، أحد سكان المنطقة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن انفجارا وقع في المصنع الموجود بالعمارة وتسبب فيما يشبه هزة أرضية كبيرة فانهارت العمارة، مضيفا أن هناك ما يقرب من 40 عاملا تحت الأنقاض، والأهالي تستنجد لإنقاذ السكان.
وعبر شاهد العيان عن حزنه نتيجة هذا الحادث الذي لا يعرف أحد أسباب حدوثه حتى الآن، مؤكدا أن الأهالي ساندوا الجهات المسؤولة والتنفيذية و"ساعدنا على إخراج الأهالي من تحت الأنقاض".
وشدد الحويطي، وهو أحد العاملين في قوات الدفاع المدني أيضا، على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد عمليات تحويل نشاط العمارات من سكني إلى تجاري، مشيرا إلى أن هناك إجراءات واشتراطات سلامة لا بد من الالتزام بها وتوفيرها عند التحويل لنشاط تجاري من مصانع أو مخازن وغيرها.
وفي وقت سابق اليوم، قرر محافظ القاهرة تشكيل لجنة هندسية لفحص العقارات المجاورة للعقار المنهار وبيان مدى تأثرها من الانهيار مع رفع المخلفات الناتجة عن الحادث فور انتهاء النيابة العامة من المعاينة، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمواطنين ومتابعتهم حتى تحسن حالتهم.
وحسب مصادر أمنية، فإن مصنع الملابس في العقار المنهار بمنطقة جسر السويس، تم إخلاؤه و"تشميعه" يوم 3 يوليو الماضي، بمعرفة ضباط شرطة المرافق والحي.