على غير هدى، تحركت السيدة سمرة إبراهيم، من بيتها في نجع حمادي بقنا، متجهة إلى محطة القطار، كانت غاضبة من خلاف نشب مع أحد أبنائها، لم تكن تدري أنها ستصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد صراخها المؤلم خلال انتشالها من عربات القطار الذي اصطدم بآخر في محافظة سوهاج.

وتقول السيدة الخمسينية لموقع سكاي نيوز عربية: "كل شيء قدر ومكتوب، الحظ قادني إلى محطة القطار بعد مشاجرة مع ابني نتيجة لخلافات عائلية، في لحظة ضيق طلب مني الخروج من بيت الأسرة ورفض منحي أية أموال أو ممتلكاتي من أجهزة كهربائية وأثاث".

مواجهة المشاكل.. بين مشاركتها و كتمانها

 

وتضيف سمرة لموقع سكاي نيوز عربية بينما تتألم من كدمات عدة في جسدها: "شعرت بالأسى من تصرف ابني، خرجت من المكان دون أن أعرف وجهتي، فكرت كثيرا قبل الذهاب إلى محطة قطار نجع حمادي، رغبت في ترك العالم كله والذهاب إلى القاهرة".

كانت وزارة الصحة والسكان، أعلنت عن وفاة 32 شخص وإصابة 165 آخرين في حادث التصادم، موضحة أن الإصابات تراوحت بين كسور، وجروح قطعية، وسحجات بأماكن متفرقة بالجسد.

أخبار ذات صلة

مصر.. إعلان العدد الحقيقي لضحايا حادث قطاري سوهاج
فيديو يرصد لحظة اصطدام قطاري سوهاج

ونوهت الوزارة في بيان رسمي إلى أن مستشفى طهطا العام هي أقرب مستشفى لموقع الحادث واستقبلت أكبر عدد من المصابين وعددهم 52 مصابا، والجميع يتلقون العلاج الرعاية الطبية اللازمة.

تلتقط السيدة القناوية أنفاسها بينما تذكر ما دار معها في محطة القطار: " عند وصولي إلى هناك أدركت عدم امتلاكي لثمن التذكرة، جلست أتابع القطارات المارة ولا أعرف كيف أتصرف حتى ساق لي القدر  شخص (ابن حلال) قام بدفع الأموال وساعدني في استقلال القطار".

وتردف سمرة لموقع سكاي نيوز عربية :"أبلغت من حولي في القطار برغبتي في النزول بمحطة رمسيس، أردت الذهاب إلى مسجد السيدة زينب، قلت لنفسي سأعيش في رحابها، سواء داخل المكان أو على الرصيف، سأدعو الله أن يقف بجواري وأن يلطف بي بعد ما تعرضت له من أقرب الناس".

بعد مرور وقت قصير على استقلال السيدة الخمسينية للقطار، انقلبت الدنيا رأسا على عقب فور وصولهم إلى قرية الصوامعة بمحافظة سوهاج، جرى اصطدام مع قطار آخر، انقلبت العربة، الدماء في كل مكان والغبار يعمي الوجوه، علت الصرخات من بينها صوت "سمرة" تستنجد بالمارة لإنقاذهم.

وتذكر سمرة لموقع سكاي نيوز عربية: "شعرت بالرعب من هول الحادث، كنت عالقة في أحد المقاعد بالعربة التي أجلس فيها، آلام شديدة في جسدي منعتني من القدرة على الفرار إلى الخارج، صرخت بكل ما أملك من قوة حتى جاءتنا المساعدة".

ودفعت هيئة الإسعاف المصرية بـ 74 سيارة مجهزة بأحدث الاحتياجات الطبية الطارئة، جاءت من محافظات عدة مثل سوهاج والمنيا والوادي الجديد والأقصر، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من منطقة الحادث مثل طهطا والمراغة وسوهاج العام.

وتضيف ابنة محافظة قنا لموقع سكاي نيوز عربية: "اندفع العشرات لداخل العربة من الأهالي ورجال الإسعاف، نقلوني إلى المستشفى وسط العشرات من المصابين، خضعت لفحوصات طبية عديدة، حاول الجميع تهدئتي ومحاولة التعرف على قصتي ومن أين أتيت؟".

وتردف سمرة لموقع سكاي نيوز عربية: "الأطباء فعلوا كل شيء من أجل المصابين، وبعد توقيع الكشف الطبي أبلغوني بأن صحتي جيدة لكنني في حاجة إلى الراحة والحصول على الدواء اللازم، ومن لحظتها أتواجد داخل المستشفى".

وقالت وزيرة الصحة والسكان المصرية، الدكتور هالة زايد، في بيان رسمي، أن الوزارة أرسلت 52 فريقا طبيا من القاهرة في مختلف تخصصات الجراحات بالإضافة إلى أطباء تخدير وعناية مركزة، على متن طائرتين وبرفقتهم شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية، لدعم التعزيزات الطبية بمستشفيات سوهاج.

ورغم انتشار صور السيدة الخمسينية على مواقع التواصل الاجتماعي لكنها لم تتلق حتى الآن اتصال هاتفي من ذويها أو تستقبلهم داخل عنبر حالات الطوارئ في مستشفى طهطا العام، كما تؤكد لموقع سكاي نيوز عربية، موضحة أنها تنوي بعد تعافيها الذهاب إلى مسجد السيدة زينب بالقاهرة وفقا لخطتها السابقة.