سنوات من الكفاح وحكايات ملهمة خلف اختيار عدد من سيدات مصر للفوز في مسابقة الأم المثالية لعام 2021 وتكريمهم من قِبل وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج وسط تأثر من الجميع لتكليل جهودهم بعد أعوام من العطاء والتفاني مع أبنائهم.
وقدمت القباج التهاني للأمهات الفائزات، مؤكدة حرص وزارة التضامن الاجتماعي على تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية وفقا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، موضحة في بيان رسمي أن الاختيار يأتي بناء على عطاء الأم ونجاحها في الحفاظ على تماسك الأسرة ومواجهة التحديات المختلفة.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي أن عدد الأمهات الفائزات بمصر 34 سيدة جرى اختيارهم من بين 498 متقدمة، وتضمنت شروط الاختيار إعلاء قيمة الأسرة البديلة وتفعيل دورها باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة ظاهرة أطفال بلا مأوى وتعظيم دور هذه الأسر وتشجيعها على كفالة الأيتام.
أفضل أم في مصر
وعلت الابتسامة وجه فاطمة سيد الفائزة بالمركز الأول على مستوى مصر بينما تقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "تلك مكافأة لم أكن أتخيلها أبدا، شكرا لاختياري لهذا اللقب الغالي، عشت حياة مليئة بالصعوبات ومنحني الله الكثير من العطايا على مسيرتي".
وتضيف السيدة القادمة من محافظة الإسماعيلية "تلقيت كلمات طيبة من وزيرة التضامن الاجتماعي، أشادت بتجربتي في رعاية أبنائي وعملي في مجال البناء، وانتظر بفخر لقائي مع الرئيس غدا".
ولدى السيدة الستينية تجربة فريدة، إذ انضمت إلى أعمال البناء في طفولتها لتساعد والدها وهي لا تزال في سن العاشرة، وعند زوجها ظلت تشارك في وظائف كانت حكرا على الرجال، تقول عن ذلك لموقع "سكاي نيوز عربية": "عملت كسائقة على سيارات النقل، وصناعة الطوب الأحمر وقيادة جرارات الحرث في الأراضي الزراعية ومجال توزيع الألبان".
عند زواجها رُزقت فاطمة بطفلتين لكن لم يشأ القدر أن تستكمل تجربتها في عالم الزوجية، تسرد لموقع "سكاي نيوز عربية" كيف تعاملت مع الأمر: "حافظت على الفتاتين، استكملت مسيرتي في مجال العمل لتوفير مناخ جيد لهما، التعليم كان أولوية لنا، ونجحنا جميعا في الوصول إلى بر آمن للجميع".
أحلام السيدة المكافحة لم تتوقف أبدا، سعت لاستكمال تعليمها، حصلت على الشهادة الثانوية وتخرجت من المعهد الفني التجاري ثم التحقت بكلية الحقوق لتحصل على الشهادة الجامعية كما ساهمت في محو أمية أكثر من 300 رجل وسيدة من أبناء قريتها.
وتسترسل فاطمة لموقع "سكاي نيوز عربية": "واجهت الكثير من المصاعب من بينها نظرة المجتمع لعملي في مجالات خاصة بالرجال فقط لكنني تمكنت من إثبات نفسي بالجهد والإخلاص والتركيز قدر الإمكان، وأنصح الجميع بعدم الاستسلام أبدا مهما كانت الظروف".
العاطفة أهم
وفي خطوة هامة أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن جائزة الأم البديلة الأولى في مصر والتي حصلت عليها فاطمة إبراهيم من محافظة القاهرة، السيدة التي تزوجت من رجل يعول 3 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وعملت على تربيتهم بمحبة شديدة دون كلل أو ملل.
وتقول الأم المثالية لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم أصدق عند إعلان فوزي بهذا اللقب الغالي، الآن أشعر أن الاجتهاد لا يذهب هباء، قررت منذ سنوات خوض هذا التحدي الصعب وقلت لنفسي لا بديل عن النجاح ومساعدة الأبناء على تخطي كافة المحن".
ومنذ اللحظة الأولى لها في بيت الزوجية وقفت فاطمة إلى جانب الأطفال، اهتمت بالابنة الكبرى التي تعاني من مرض أنيميا البحر المتوسط فضلا عن متابعة جلسات التخاطب للابن الثاني وهو ما ساعد على استجابته السريعة للعلاج ونجاحه في دراسته بجانب إشراك الابن الثالث في عدد من الألعاب الرياضية لدمجه مع المجتمع.
وتسترسل فاطمة لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم أشعر في يوم من الأيام أنني أم بديلة، عاطفة الأمومة قادتني في التعامل معهم، نتشارك جميع اللحظات الحلوة والمرة وأسعى دائما لوجودهم في أفضل مكانة".
راهبة في محراب الأمومة
من النماذج الملهمة أيضا في اختيارات وزارة التضامن الاجتماعي للأمهات المثاليات، هي الراهبة "خاريس" الأم البديلة لمؤسسات الرعاية "كريمي النسب" بمحافظة قنا والتي بدأت رحلتها مع المكان منذ 25 عاما بعد استدعائها من أحد الأديرة لتصبح مشرفة على تربية أبناء الدار الذين فقدوا ذويهم.
وتتحدث الراهبة المصرية بحماس بالغ لموقع "سكاي نيوز عربية" بعد دقائق من تكريمها قائلة: "مفاجأة سارة للغاية، عمت السعادة أرجاء الدار عندما تلقينا خبر الفوز، أشكر جميع من ساهم في وقوفي اليوم على منصة التتويج".
وتردف: "لم تكن مهمتي في الدار سهلة، حاولنا على مدار أعوام على خروج أجيال عديدة في صورة مشرفة، الإشراف على مئات الأطفال تجربة صعبة لكن كل شيء يمر بالمحبة والتفاهم والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة".
وتختتم حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية": "لدينا الآن العديد من أبنائنا في كليات قمة ووظائف مرموقة، ونهتم بالتواصل معهم حتى الآن وبعضهم يأتي إلى الدار باستمرار، مصدر سعادتي الكبرى في رؤيتهم بأفضل حال".