بقلب امتزج بداخله حب الموسيقى والبيئة معا، أطلق الشاب المصري شادي رباب مشروع "موسيقى الزبالة"، الذي يسعى من خلاله لإعادة تدوير القمامة وتحويلها إلى آلات موسيقية، فما هي الحكاية؟

يكشف شادي رباب رحلة مشروعه منذ البداية وحتى إنتاج ما يقارب 250 آلة موسيقية.

يقول شادي لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه في البداية كانت أسعار الآلات الموسيقية تقف عائقًا بينه وبين شرائها، حيث كان عزف الموسيقى هوايته المفضلة، ليقرر أن يصنعها بنفسه. وبعد تفكير، وقع اختياره على القمامة، ليحولها إلى آلات موسيقية، وبدأ يحاول إقناع من حوله بالفكرة.

ويضيف: "قمت بتعليم نفسي تصنيع آلات الموسيقية، عن طريق الكتب الأكاديمية والمواقع الإلكترونية المتخصصة في ذلك، وكنت أستعمل العديد من الخامات، لكنني وجدت أن الاعتماد على القمامة، سيكون أفضل للبيئة والمجتمع، لأنه يخلق دافع أقوى لمستخدمي المنتجات المختلفة لإعادة تدويرها".

ويؤكد شادي أن تحويل القمامة إلى آلة موسيقية عملية ليست صعبة، لكنها تمر بعدة مراحل، أهمها على الإطلاق مرحلة تعقيم المواد المراد تحويلها إلى آلات، لتكون آمنة بشكلٍ كافٍ قبل استعمالها: "هناك بروتوكولات معروفة، نعتمد عليها لتعقيم القمامة، قبل تحويلها إلى آلة يمكن استخدامها، كما أن كل فرد يقوم باستعمال قمامته الخاصة في الورش، وهذا يزيد من معرفته حول صلاحيتها للاستخدام من عدمه".

أخبار ذات صلة

مصر.. "أغاني المهرجانات" أمام المحكمة اليوم

 

أخبار ذات صلة

حفلات موسيقية وسفر.. ملاجئ للحيوانات قرب أهرامات الجيزة

وأضاف "تختلف صعوبة عملية التصنيع باختلاف نوع الآلة، فهناك آلات تستغرق ساعات طويلة من العمل، لكن آلة مثل "الفلوت" تحتاج فقط بضع دقائق لصنعها عن طريق زجاجة مياه".

أبطال الأرض الشباب

وبدأ شادي رباب مشروع "موسيقى الزبالة" عام 2017، وكان هدفه في البداية هو تصنيع آلات الموسيقية عن طريق إعادة تدوير القمامة، ليحصل على الآلات التي يريدها بأقل سعر ممكن، لكنه وجد أن فكرته تستحق الانتشار، فنظم ورش لتعليم الأطفال كيفية تحويل القمامة إلى آلات موسيقية مختلفة، مستغلًا رغبة صغار السن في الحصول على آلة موسيقية.

في عام 2018، قرر مؤسس مشروع "موسيقى الزبالة" المشاركة في مسابقة "أبطال الأرض الشباب " التابعة للأمم المتحدة، التي تهتم بالمشاريع البيئية حول العالم، على أن يكون هناك فائز واحد من كل قارة.

وقع اختيار لجنة المسابقة على "موسيقى الزبالة" كأفضل مشروع بيئي داخل القارة الإفريقية، لتكون تلك الجائزة خطوة البداية لانتشار المشروع عالميًا، حيث قدم شادي ورشًا في عدد من الدول، مثل: الأردن، الولايات المتحدة وكينيا.

لم تقتصر ورش "موسيقى الزبالة" على الأطفال فقط، "قدمنا ورش للكبار أيضًا، ونشترط أن يكون سن المشترك بالورشة لا يقل عن 12 عامًا، حتى يتمكن من استخدام الأدوات الخاصة بتصنيع آلات".

جودة الآلات

وعن الفرق بين آلات الموسيقية المعاد تدويرها من القمامة، ونظيرتها العادية، يقول شادي: "الآلات الموسيقية الناتجة عن ورش "موسيقى الزبالة"، تقترب من جودة آلات العادية لكنها لا تماثلها تمامًا، فيمكننا القول إن آلات التي نصنعها تصل إلى 95 في المائة من جودة الآلات المصنوعة عن طريق الشركات المتخصصة".

ولإثبات جودة الآلات المصنوعة عن طريق القمامة، أنشأ شادي فرقة غنائية بالشراكة مع فنان جزائري تحت اسم "إلكترو زبالة"، اعتمدوا خلالها على آلات معاد تدويرها من القمامة، وسيطلقون قريبًا أول "ألبوم" لهم، بعد عامين من العمل.

ويختم شادي رباب حديثه قائلا: "أسعى لأن تنتشر فكرة "موسيقى الزبالة" في جميع أنحاء مصر، فما أجمل أن يملك كل فرد آلته الموسيقية الخاصة، بجانب أن ينمي بداخله حب الحفاظ على البيئة".