يتجه العالم عموما وبريطانيا بشكل خاص نحو انتاج واستخدام المركبات الصديقة للبيئة وتلك التي تتسبب بانبعاثات أقل تلويثا في المدن المزدحمة.
وبالإضافة إلى تزايد الطلب على المركبات الكهربائية بنسبة 185% خلال عام 2020 زاد الطلب أيضا على المركبات الهجينة التي تشحن بطاريتها ذاتيا بنسبة 91% خلال العام ذاته.
ومع الانتشار الكبير لاستخدام السيارات الهجينة في بريطانيا، برزت خلال السنوات الثلاث الأخيرة مشكلة حقيقية بحسب خبراء وهي جرائم سرقة "مصفاة العادم" التي تتكون من معادن أغلى من الذهب وتتركز وظيفتها على تنقية الغازات المنبعثة من العوادم إلى معدلات أقل من الشوائب.
وسجلت مدن في بريطانيا معدلات صادمة لجرائم سرقة المصفاة المسماة محليا "كاتاليتيك كونفيرتر" وهي أسطوانة متصلة بعوادم السيارات يسهل رصدها من تحت المركبات الهجينة، حيث ارتفع عدد السرقات في لندن لوحدها من 154 جريمة في عام 2018 إلى 2600 جريمة عام 2019 قبل أن تقفز إلى 12483 جريمة خلال عام 2020 بما يزيد على 15 ألف سرقة خلال 3 سنوات فقط في العاصمة البريطانية.
كما سجلت باقي المدن معدلات لا تقل خطورة قياسا بعدد المركبات الهجينة في الشارع حيث سجلت بيرمنغهام 232 سرقة خلال 2020 ثم كوفنتري بواقع 233 جريمة فيما حلت كامبريدج بالمرتبة الرابعة بواقع 142 سرقة خلال العام نفسه.
ويشير موقع "موتور وان" البريطاني المختص بإحصائيات المركبات إلى أن أعداد السرقات والأضرار الناجمة عنها تخفي آثارا سلبية أكبر على المجتمع من حيث ارتفاع معدلات الجريمة ضد هذا النوع من المركبات.
وحصر الموقع على سبيل المثال ارتفاع عدد جرائم سرقة "الكونفيرتر" من حالة واحدة إلى 28 حالة في مدينة وورنتغتون خلال 3 سنوات ما يعني ارتفاع معدل السرقات من هذا النوع إلى 2700%.
أما مدينة وولفرهامبتون التي ارتفع فيها عدد الجرائم من 4 إلى 63 جريمة سرقة خلال المدة ذاتها فذلك يعني ارتفاع معدل هذا النوع من الجريمة بمقدار 1475%، وكذلك الحال مع ليفربول بواقع 450% وبريستول بواقع 389%.
وتتراوح أسعار "مصفاة العادم" للسيارات الهجينة بين 800 إلى 1000 جنيه إسترليني ويباع المستعمل منها بما لا يقل عن 500 جنيه وهي تلقى رواجا كبيرا بسبب سعرها.
وتتكون المصفاة من 3 معادن مهمة وهي البالاديوم والروديوم والبلاتينيوم بمقادير قليلة جدا لكنها باهظة الثمن.
ويضم أغلب مصافي العوادم للمركبات الهجينة 5 إلى 10 غرامات من المعادن النفيسة تصل قيمتها إلى قرابة 200 جنيه إسترليني مضافا إليها أسعار قطعة السيراميك وباقي المعادن التي تصنع منها.
وتشير تقارير للشرطة إلى أن سرقة المصفاة تتم أحيانا بأقل من دقيقتين بالاستعانة برافعة وأداة قطع الحديد.
وأعلنت شركة تويوتا على موقعها الرسمي اتخاذ خطوات عاجلة في محاولة تقليل جرائم السرقة، باعتبار أن مركباتها الهجينة تعد من بين الأكثر تعرضا لجرائم السرقة، حيث أعلنت عن تخفيض سعر مصفاة العوادم لكسر قيمتها السوقية بالإضافة إلى إطلاق حملات التوعية بكيفية حماية المركبات من السرقة، فضلا عن وجود جهود لتجريم تداول وبيع هذه القطعة تحديدا إذا كانت مستعملة غير أن ذلك ليس ممكنا حاليا.
يقول راجي، سائق مركبة أجرة تويوتا بريوس، إنه اكتشف ذات صباح تعرض مركبته وهي موديل 2010 إلى سرقة مصفاتها الثمينة في منطقة "هونسلو"، ولدى سؤال الجيران تبين لاحقا أن مركبتين أخريين على الأقل تعرضتا لنفس النوع من السرقة في اليوم ذاته وفي المنطقة نفسها.
ومع تزايد القلق إزاء تزايد جرائم سرقة المصفاة، تتسابق شركات التأمين على إصدار النصائح لأصحاب المركبات الهجينة لحمايتها قدر الإمكان ومنع الجرائم من بينها تغيير طريقة اصطفاف السيارة بما يصعب النزول تحتها للسرقة وختم المصفاة برقم تسلسلي حراري مسجل لدى الشرطة أو حتى تغطية المصفاة بدرع حديدي إضافي.