في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن الموقع الرسمي لاتحاد طلاب جامعة لندن البريطانية، مطلع مارس الجاري، فوز الفتاة العربية شيماء دلالي، برئاسة الاتحاد للعام الدراسي الجاري.

واحتفت رابطة مسلمي بريطانيا بالخبر عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لينتشر الخبر في وقت لاحق في جميع أنحاء الوطن العربي.

وحين قدمت شيماء دلالي، إلى العاصمة البريطانية لندن، لم تكن تعلم أنها ستتولى زمام المبادرة كأول عربية، تفوز برئاسة اتحاد طُلاب جامعة لندن البريطانية.

دلالي رئيس اتحاد طلاب جامعة لندن البريطانية

لكن الفتاة الشابة البالغة من العمر 26 عامًا، لها مسيرة طويلة في النشاط الطلابي، أهلتها لكسب ثقة طلاب لندن رغم أنها أتت من بلد عربي.

ولدت دلالي، في العاصمة السودانية، لأب تونسي، وأم سودانية، ورغم أنها قدمت إلى العاصمة البريطانية منذ 20 عامًا، برفقة والديها قبل أن تكمل عامها السادس، فإنها تعي أهمية التشبث بهويتها العربية.

وتؤكد دلالي في تصريحاتها لموقع سكاي نيوز عربية أنها تحتفي بهويتها وتعرف عن كثب مدينة قفصة، مسقط رأس أبيها، فتلك المدينة التي تزخر بمعالم التراث والتاريخ التونسي، هي جزء من تكوينها، لافتة إلى أن بشرتها السمراء تعكس تشبعها بجينات الخرطوم.

أخبار ذات صلة

"آي سكول".. أول مدرسة مصرية وإفريقية في مجال التكنولوجيا

هوية تأبى الاندثار

وتضيف دلالي أن تمضية ما يزيد عن 20 عامًا في العاصمة البريطانية، لم يحُل دون تمسكها باللغة العربية، بل تعتز بلسانها الذي يمزج بين اللهجتين التونسية والسودانية، لافتة إلى أنها عربية حتى النخاع، إذ ترعرعت في منزل نصفه تونسي ونصفه الآخر سوداني.

وأشارت دلالي إلى أن نشأتها في كنف التنوع الثقافي الذي أتاحه لها والداها أشبعها بمفاهيم المساواة، مؤكدة أنهما لقناها إيمانهم بحق الجميع في أن يكونوا على مسافة متساوية من الحقوق والالتزام بنفس الواجبات في كنف البلدان التي يعيشون فيها، وهي مفاهيم ومبادئ كانت وراء قدومهم إلى بريطانيا، على حد تعبيرها.

أمضت دلالي، المراحل التعليمية جميعًا في العاصمة البريطانية لندن، بدءًا من المرحلة الابتدائية، مرورًا بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، وصولًا إلى التحاقها بكلية القانون بجامعة لندن، الواقعة على نهر التايمز جنوب بريطانيا.

لذا، لا تنتابها أية مشاعر اغتراب، ورغم أن البعض قد ينظر بعين الاستغراب إلى الحجاب الذي تُغطي به رأسها فإنها تؤكد أنها تنعم بالمساواة، وتشعر أنها جزء من المجتمع البريطاني، وليست دخيلة عليه.

شيماء دلالي في أنشطة طلابية

شعور بالمسؤولية تجاه هُويتها

وعن الدافع وراء تفكيرها في النشاط الطلابي، تقول دلالي في تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية" إن شعورها بالمسؤولية تجاه القضايا العربية، هو ما دفعها لذلك، مؤكدة أن والديها زرعا بها هذه المسؤولية منذ شاركتهم في مظاهرة رافضة للغزو الأميركي للعراق أمام السفارة الأميركية في بريطانيا عام 2003، قبل أن يتجاوز عمرها 8 أعوام.

وتضيف دلالي أنه منذ اللحظة الأولى لدخولها جامعة لندن جذبها النشاط الطلابي؛ وأرادت أن يكون لها دور فاعل فيه، وكانت تلاحق الأحداث على مستوى القضية الفلسطينية، ورسوخ صورة محمد الدرة بذهنها منذ طفولتها كان الدافع وراء إنشائها "الجمعية الفلسطينية" بهدف تعريف الأوساط الطلابية بالجامعة البريطانية، على القضية الفلسطينية، ومطالبها العادلة.

وأوضحت دلالي أن الجمعية تطرقت لقضايا أخرى، ولم تكن بمعزل عن قضايا ومطالب الطلاب، مثل مناهضة العنصرية بشكل عام، والمطالبة بمجانية التعليم، وتوفير كل سبل الإتاحة للطلاب، إبان جائحة كورونا، وهي أمور أكسبتها ثقة الطلاب.

شيماء دلالي خلال أنشطة طلابية

حصد ثقة طلاب لندن

وتؤكد دلالي أنها تمكنت من حصد ثقة الطلاب بين 12 مرشحًا آخر لهذا الدور، رغم أنها عربية مُسلمة مُحجبة، وأن الطلاب أعطوها أصواتهم كرئيس لاتحاد الطلاب بجامعة لندن، لكونهم يعتبرونها الشخص الأنسب للقيام بهذا الدور؛ فليس لديها عصبيات عرقية أو دينية، إنما تناصر القضايا العادلة.

 وأشارت إلى وعي الطلاب بأنها تقف على مسافة متساوية من الجميع، وتُراعي حقوق ومطالب الطلاب، كما أنهم يعوا جيدًا أنها جزء من المجتمع البريطاني.

أخبار ذات صلة

إيمان جنيدي أول قائدة أوركسترا صعيدية

 مخاوف وتحديات

وحول أبرز التحديات التي تنتظر دلالي مع توليها رئاسة اتحاد طلاب جامعة لندن، اعتبارًا من مطلع يوليو المقبل، تقول دلالي إنها تضع الحالة النفسية للطلاب، والتي تأثرت من جراء الحجر الصحي التي فرضتها جائحة كورونا، على قائمة أولوياتها.

وتخطط لاستئناف الأنشطة الطلابية في العالم الافتراضي، بما لا يتعارض والإجراءات الاحترازية التي تفرضها الجائحة، فضلًا عن تخوفها من مطالبة الجامعة لها للكف عن مناصرة القضية الفلسطينية، معربة عن أملها أن يستمر الاتحاد في مناصرة تلك القضية العادلة.

وتضيف دلالي أنها تضع على خطة مطالب الاتحاد للعام الدراسي الجديد العديد من القضايا التي تمس الطلاب، أبرزها زيادة رسوم الدعم الدراسي السنوي، وتوفير مصروفات السكن، وخفض المصروفات الدراسية للطلاب، نظرًا لظروف التعليم عن بُعد التي تفرضها جائحة كورونا، والتي تتطلب أعباء مادية قد لا يتحملها بعض الطلاب.

أخبار ذات صلة

نساء على رأس مؤسسات دولية.. تعرف عليهن

 أحلام ورؤى مستقبلية

لم يتوقف طموح دلالي عند حصدها ثقة طلاب لندن، كأول عربية مسلمة تتولى رئاسة اتحاد طلاب جامعة لندن البريطانية، وفي تصريحاتها لسكاي نيوز عربية، تقول إنها تطمح إلى أن تتخصص في القانون الدولي، لكي تحجز لنفسها مقعدًا بين المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان حول العالم، لإيمانها بأهمية القيام بدور مناصر لحقوق الضعفاء والأقليات، مؤكدة أنها لن تبرح حتى تبلغ هذا الحلم.