يحرص أناس كثيرون على التقاط صور "سيلفي"، حتى يحتفظوا بذكريات من أماكن زاروها، لكن توثيق هذه اللحظات الجميلة بالعدسة، ليس أمرا آمنا على الدوام، لا سيما عند التقاط سيلفي في مرتفعات أو مواقع بالغة الخطورة.
وأضحى الخبراء ينبهون بشكل متزايد إلى ما يعرف بـ"سيلفي الموت"، والمقصود به هم الضحايا الذين يلقون حتفهم في مختلف دول العالم، بينما يحاولون التقاط صورة سيلفي.
وبين سنتي 2011 و2017، لقي 259 شخصا في العالم مصرعهم، وهو يحاولون التقاط صورة سيلفي، في أماكن كانت تتطلب قدرا من الحذر.
وصدرت هذه الأرقام المرعبة في مجلة "فاميلي ميديسين آند برايمري كير" المختصة في الشؤون الطبية والرعاية.
وساهمت منصات التواصل الاجتماعي في زيادة إقبال الناس على التقاط صور السيلفي، من أجل مشاركتها مع الأصدقاء أو المتابعين.
لكن حصد الإعجاب على منصات التواصل، أو تلقي تعليقات كثيرة منبهرة، أمران قد ينتهيان بشكل مأساوي.
ويلجأ "مهووسو السيلفي" إلى أماكن مثل قمم الجبال المرتفعة أو شفير الهاوية وأسطح ناطحات السحاب، ثم يوثقون اللحظة، وهم يوزعون ابتسامات عريضة.
ويلتقط محبو السيلفي صورهم، في هذه المواقع الخطيرة، وهم غير آبهين بالمخاطر التي تحدق بهم، رغم أن المسافة التي تفصلهم عن "الهلاك المحتمل" تكون قصيرة جدا.
وفي بعض الأحيان، لا يتوانى بعض محبي السيلفي عن التقاط صورة إلى جانب حيوانات بحرية خطيرة مثل القرش.
ولا تقتصر مخاطر السيلفي على الأماكن الخطيرة فقط، بل تشمل أخذ صور السيلفي أثناء قيادة السيارة والانشغال عن الطريق.
وفي سنة 2014، كشفت وزارة النقل الأميركية، أن 33 ألف شخص أصيبوا في حوادث، لأنهم كانوا يقودون سياراتهم ويمسكون هواتفهم في الوقت نفسه.
وتعد الهند من أكثر دول العالم التي تسجل سقوط ضحايا السيلفي، ففي عام 2016، توفي 27 شخصا على الأقل في العالم بسبب صور سيلفي، كان نصفهم في الهند.
وفي مسعى إلى تطويق هذه الأزمة، طلبت وزارة السياحة الهندية، تحديد "النقاط الخطيرة" التي يلجأ إليها "مهووسو السيلفي" دون اكتراث بالأذى المحدق بحياتهم.
وحث خبراء على زيادة التوعية بمخاطر صور السيلفي المجنونة، لا سيما وسط اليافعين، إلى جانب تقييد الوصول إلى بعض الأسطح المرتفعة، والتي قد يجري استخدامها لالتقاط "سيلفي الموت".