في مسعى إلى خدمة مئات الأطفال من مرضى التمثيل الغذائي، نجحت جامعة الزقازيق التي تبعد 80 كيلومترا عن العاصمة المصرية القاهرة، في تنفيذ أكبر وأول مخبز على مستوى الجامعات المصرية، لإنتاج عشرات الأنواع من الأطعمة المختلفة لهؤلاء الصغار.

وبعد أشهر طويلة من العمل، جاء هذا المخبز لتقديم الطعام المناسب لدعم أطفال أمراض التمثيل الغذائي وحساسية القمح والغلوتين والحميات الغذائية المختلفة.

ويعيش أطفال مرض التمثيل الغذائي (PKU) معاناة كبيرة مع مرض لا يتطلب علاجا دوائيا، لكنه يحتاج لرعاية وغذاء صحي، فلا يستطيع هؤلاء الأطفال تناول أى نوع من الطعام ويعتمدون في طعامهم على نظام مصنوع بطريقة معينة وألبان مخصصة لهم.

"ننقذ الأطفال من الموت"

"ننقذ الأطفال من الموت والحرمان"، بهذه الكلمات بدأ رئيس جامعة الزقازيق عثمان شعلان حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" حول الهدف من إنشاء هذا المخبز، مؤكدا أن مرض التمثيل الغذائي من الأمراض الوراثية الجينية، الذي ينتقل إلى الأطفال عادة من الأبوين.

المخبز حظي بإشادة واسعة

ويسبب المرض عدة أعراض خطيرة، من بينها التشنجات والقيء المستمر والحمى وصعوبة التنفس واصفرار لون الجلد وارتخاء العضلات وتضخم الكبد والطحال، بالإضافة إلى نقص المناعة الناتج عن عدم قابلية الجسم للبروتينات أو الدهون أو الفيتامينات الموجودة فى الأغذية المختلفة.

وأضاف شعلان أن "مرضى كثيرين بالتمثيل الغذائي يعتمدون في علاجهم على عدم تناول العديد من الأطعمة والاعتماد على بدائل"، مشيرا إلى هذا المخبز يهدف لتوفير هذه البدائل للأطفال لإنقاذ حياتهم وحتى لا يشعروا بالحرمان، خاصة أن هذه المأكولات غير متوفرة في العديد من المحافظات، وموجودة بكميات قليلة في القاهرة.

ويحرم أطفال التمثيل الغذائي من أطعمة كثيرة، من بينها اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والدقيق والبقوليات.

بدائل الكفتة والشاورما

وذكر رئيس الجامعة أنه "لا يوجد أي جامعة في مصر لديها مخبز سوى جامعة عين شمس، لكنه قديم جدا وللخبز فقط، أما مخبز جامعة الزقازيق فينتج العديد من المأكولات، من خبز وحلويات وبدائل للكفتة والشاورما والجبن"، لافتا إلى أن "الهدف هو المساعدة في حل مشكلة مرض التمثيل الغذائي الذي يصيب الأطفال".

المخبز يعفي أهالي المرضى من الانتقال حتى القاهرة

وتابع: "الطفل محروم من الأكل طوال عمره وكان لا بد من توفير بدائل له، خاصة أن أهالي هؤلاء الأطفال لا يقدرون على توفير هذا الطعام ويضطرون إلى إطعام الأطفال من المأكولات العادية مما قد يتسبب في كوارث مثل الإعاقة والضمور وأيضا الوفاة في كثير من الأحيان"، مشيرا إلى عدم قدرة الكثير من سكان القرى والمحافظات السفر إلى القاهرة لشراء هذه الأطعمة.

لا إحصائات رسمية

ومع غياب الإحصاءات الرسمية عن انتشار المرض في مصر، تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض التمثيل الغذائي يصيب طفلا واحدا من بين كل 10 آلاف مولود، حيث يكون الجين المتنحي الذي يحمله الأبوان حتى الدرجة الرابعة هو السبب الرئيسى فى الإصابة به.

الأطعمة تدخل البهجة على قلوب الأطفال

ويوضح شعلان أن هذا المخبز متوفر لأكثر من 400 مريض في محافظة الشرقية، ثالث محافظة في تعداد السكان على مستوى الجمهورية، بدلا من السفر إلى القاهرة والمعاناة في الحصول على هذه المأكولات بأسعار مرتفعة، فضلا عن تكاليف أعلى في السفر.

حصة مجانية

ويوفر هذا المخبز التابع لجامعة الزقازيق المأكولات والأطعمة بصورة مجانية للأطفال من مرضى التمثيل الغذائي، لكن ما يزيد عن هذه الحصة يكون بمقابل مادي رمزي.

أخبار ذات صلة

حظر المادة الخطيرة.. كيف تحركت مصر لحماية صحة المواطنين؟

وشارك في تأسيس المخبز عشرات العمال والإداريين والمسؤولين بالجامعة ومستشفى الأطفال الجامعي، وأكدوا أن هدفهم تحقيق أحلام أطفال التمثيل الغذائي بالحصول على الغذاء المناسب لهم وعدم حرمانهم من أي مأكولات غير قادرين على تناولها، ليكون أكبر مخبز للأغذية الخاصة على مستوى مصر.