عكست مراسم استقبال بابا الفاتيكان فرنسيس، في العاصمة العراقية بغداد، ملامح التنوع القومي والديني والإثني العراقي، ولعل هذا أكثر ما كان جاذبا في تلك المراسم.
ذاك التنوع المثير للإعجاب الذي ظهر خصوصا عبر هندام فرق البروتوكول والحرس التشريفات، وأزياء الفرق الموسيقية الفلكلورية، كالفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي، التي قدمت العروض الترحيبية، وفي ملابس الأطفال الذين استقبلوا البابا بباقات الورود.
وعلى سبيل المثال، ارتدت فرقة الزي الذي يتميز به المسيحيون في العراق، من آشوريين وكلدان وسريان، بينما ظهرت فرقة أخرى بالزي العربي التقليدي، وثالثة يرتدي أعضاؤها، مختلف الأزياء الوطنية العراقية من عربية وكردية.
كما ظهر طفلان هما فتاة ترتدي الزي الآشوري الكلاسيكي، وفتى يعتمر العقال والزي العربي.
حتى أن قرينة الرئيس العراقي برهم صالح، هي الأخرى، استقبلت البابا فرنسيس في القصر الرئاسي، بالزي التقليدي الكردي.
كل تلك المشاهد، جعلت الناس أمام لوحة موزاييكية معبرة، حيث اختلاط الألوان والأزياء والثقافات، التي تعبر عن الثراء الفسيفسائي، في تركيبة العراق التعددية الدينية والقومية والطائفية.
وتعليقا على ذلك، يقول الناقد الفني بختيار سعيد، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "هذا التنوع الجميل والمعبر، الذي ظهر من على أرض مطار بغداد الدولي، فور وصول البابا والوفد المرافق له، وفي مختلف محطات زيارته للعراق، يعكس العمق والغنى الحضاري لهذا البلد العريق".
ويضيف: "هذا التعدد الثقافي الكبير في العراق وإقليم كردستان، هو أحد الموجبات الرئيسية لهذه الزيارة، من قبل رأس الكنيسة الكاثوليكية، حيث يشكل هذا التنوع ثروة وقيمة إنسانية جديرة بالاحتضان والدعم والحفاظ عليهما".