توافد العشرات من محبي الفنان المصري يوسف شعبان، إلى مقابر أسرته بمدينة السادس من أكتوبر، لتشييع جثمانه وأداء صلاة الجنازة، في حضور نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، وعدد قليل من النجوم.
وكانت أسرة الفنان القدير قد أعلنت مساء الأحد، عن وفاته متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعد أيام من دخوله وحدة العناية المركزة في أحد المستشفيات، رغم استقرار حالته الصحية أثناء الأيام الأولى للمرض.
ويملك يوسف شعبان رصيدا كبيرا من الأفلام السينمائية المميزة التي شارك فيها على مدار 6 عقود، من أبرزها "في بيتنا رجل"، و"ميرامار"، و"كشف المستور"، و"معبودة الجماهير"، و"حارة برجوان"، و"الرجل الذي فقد ظله"، تعاون فيها مع كبار المخرجين مثل كمال الشيخ وحلمي رفلة وعاطف الطيب.
واشتهر الفنان التسعيني بأدوار ملفتة في تاريخ الدراما المصرية، من بينها شخصية رجل المخابرات المصري محسن ممتاز بمسلسل "رأفت الهجان"، و"المال والبنون" و"الشهد والدموع" و"السيرة الهلالية" و"العائلة والناس"، فضلا عن "الوتد".
ومن أمام مدفن الراحل، تحدث نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي بتأثر، قائلا: "فقدنا اليوم فنانا صاحب مشوار عظيم، له في ذكرياتنا مئات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، ويملك جمهورا من جميع المراحل العمرية، وقد ساعدت أدواره الوطنية في غرس محبة الوطن بقلوب الناس".
ويذكر زكي التجربة التي جمعت بينهما خلال ترأس شعبان لنقابة المهن التمثيلية بين عامي 1997 و2003، وقال: "تشرفت بالعمل معه في النقابة، تابعت بنفسي كيف منحها بريقا وشخصية قوية، وأحدث نقلة نوعية واضحة داخلها. إنه أحد أفضل من قادوا الفنانين في مصر".
وعُرف عن شعبان اهتمامه البالغ بشؤون الممثلين خلال وجوده في منصب النقيب، إذ تولى ملفا طالما كان مؤرقا للفنانين، وهو توفير مبالغ من أجل علاجهم، فضلا عن إنشاء ناد كبير بالعاصمة من أجلهم. ورغم خسارته أمام زكي، لكن علاقتهما ظلت مستمرة حتى اللحظات الأخيرة.
وحضرت الجنازة أيضا الفنانة نهال عنبر، التي تابعت حالته الصحية خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن شعبان "قضى الفترة الماضية بصحة جيدة قبل حدوث انتكاسة في الساعات الأخيرة، ليضطر الأطباء إلى وضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي، قبل توقف المؤشرات الحيوية في جسده".
وتضيف عنبر بينما تتشح ملابسها بالسواد: "رحل عنا نجم عملاق وصاحب قامة وقيمة في تاريخ الفن المصري والعربي. لن ننسى مواقفه معنا المهمة خلال وجوده كنقيب للمهن التمثيلية، طالما وقف بجواري منذ خطواتي الأولى في التمثيل. إنه رجل لا يعوض".
ونعى الفنان صلاح عبدالله الممثل الراحل، متحدثا عن اللقاء الأخير الذي جرى بينهما منذ عامين، في حفل قنوات النيل المصرية، حيث حرص على التوجه إليه من أجل إلقاء التحية والتعرف على أحوال النجم الكبير.
وقال عبدالله عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أرجوكم الفاتحة والدعاء للجميل الأصيل الكبير القدير المحسن الممتاز الرائع العملاق الفنان".
وظلت ابنة شعبان "زينب" بجانبه منذ خروجه من المستشفى حتى وصوله إلى المقابر بمدينة السادس من أكتوبر، ولم تتمالك نفسها خلال صلاة الجنازة، بينما حاول أقاربها والحضور تقديم العزاء والمواساة لها.
وقدم الفنان خالد النبوي خالص التعازي لأسرة شعبان، واصفا إياه بـ"بالنجم الكبير"، وهو ما حرص عليه عدد من النجوم، أبرزهم محمد هنيدي وأحمد أمين ولطيفة التونسية ونبيل الحلفاوي.
وقال الحلفاوي عن مسيرة الفنان المخضرم: "رحلة ممتدة من شبرا إلى كل أنحاء الوطن العربي. ظل خلالها يمتعنا بأعماله. رحل يوسف شعبان ومعنا سيبقى سلامة فراويلة وحافظ رضوان ووهبي السوالمي ومحسن ممتاز وغيرهم، أحياء من جيل إلى جيل".
كما نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الراحل، وأرسل إلى مدفنه باقة من الورود وبرقية تعزية إلى عائلة الفقيد، باعتباره قامة فنية عربية، متمنيا الصبر والسلوان لكل محبيه.
وبعد الانتهاء من صلاة الجنازة، تم دفن شعبان في مثواه الأخير، ثم غادر الجميع باستثناء عدد من أفراد أسرته، الذين حرصوا على قراءة القرآن والدعاء له، وبعد ساعات ألقوا النظرة الأخيرة على مدفنه ثم تركوا المكان.