انطلقت بساحة مقر المعارض الدولية بضاحية بري شرق الخرطوم في السودان، فعاليات النسخة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم الأوروبي، لكن على غير العادة، كانت السيارات هي نجمة المهرجان هذه المرة.
وأجبرت ظروف جائحة كورونا عشاق السينما السودانيين على مشاهدة الأفلام من داخل سياراتهم عبر شاشات ضخمة تم تثبيتها في ساحة المعرض.
ويهدف المهرجان الذي نظمته مجموعة من المراكز الثقافية الأوروبية من خلال "مشروع شاشة" إلى بناء قدرات صناع السينما والترويج للسينما السودانية والأوروبية عبر عروض مختلفة.
وقالت نهلة سليمان، مديرة الاتصالات بالمجلس الثقافي البريطاني في السودان، إن سينما السيارات تعتبر تجربة جديدة تم ابتكارها تماشيا مع ظروف الجائحة، وهي النسخة الأولى في السودان بعد عشر نسخ سابقة نظمت بطابع المهرجانات التقليدية.
وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان الذي تستمر فعالياته 7 أيام، تعرض أفلام سودانية إلى جانب الأعمال الأوروبية.
وشهد اليوم الأول عرض فلمين، الأول سوداني بعنوان "ظلال في الظلام" هو فيلم روائي قصير، أما الثاني فهو إيطالي بعنوان "إذا كان لا بد لي من الموت، أريد أن أموت على طريقي".
واعتبرت سليمان دخول أفلام سودانية في المهرجان "فرصة جيدة لتقديم الأعمال السينمائية السودانية في المحافل دولية".
وكان للشباب حضور قوي في الأفلام السودانية المقدمة. وفي هذا الصدد، أشارت السينمائية سارة جاد الله وهي عضو مشروع "شاشة" إلى أن إنتاج أفلام الشباب في السودان يتطور بشكل سريع وذلك بسبب الانفتاح الكبير الذي حدث في البلاد خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي أتاح مزيدا من الحريات في مجالات التصوير والإخراج.
وبدا الجمهور الذي عانى من قلة الفعاليات الجماهيرية خلال فترات إغلاقات جائحة كورونا سعيدا بالحدث.
وقالت المشاهدة آلاء الزبير إن فكرة المتابعة من داخل السيارات شجعهتها على الحضور دون خوف من عواقب ومخاطر التجمعات المباشرة في القاعات التقليدية المغلقة.