فستان الزفاف اكتسب أهمية أكبر من ذي قبل في زمن كورونا، فهو الأكثر تأثيرا وبقاء في ألبوم الذكريات للدلالة على فرحة ليلة العمر، خاصة مع التغييرات الجذرية التي اضطرت حفلات الزفاف للخضوع لها نتيجة الوباء.
مما لا شك فيه أن فيروس كورونا غير أشياء كثيرة في حياتنا وقلب الكثير من جوانبها رأسا على عقب، فكان من السهل عليه أن يجهض فرحة العرائس اللاتي "برمجن" أوقاتهن ليكون زواجهن خلال العام الماضي 2020، وكي لا يتنازلن عن ليلة العمر في مواجهة كورونا، كان لزاما عليهن التنازل عن أشياء أخرى مثل التخفيف من عدد الحضور ومساحة القاعة والفرق الموسيقية وغيرها.
إلا أن ما لم يستغنَ عنه العرائس كان الورود وفستان الزفاف، كونها التوثيق الوحيد للمناسبة من خلال الصور والفيديوهات.
مصمم الأزياء اللبناني العالمي عبد محفوظ، يوضح في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، كيف أثرت جائحة كورونا على تصاميم فساتين السهرة والأعراس لعام 2020 والعام الحالي، وكل جديد طرأ على الموضة هذا الموسم .
ويقول محفوظ: "إن صغر حفلات الزفاف في زمن كورونا خفف بعض العبء على الميزانية المخصصة للعرس الفخم، وبالتالي فإن النسبة الأكبر من هذه الميزانية تحولت إلى فستان الزفاف المفصل على المقاس، فحتى العروس التي لم تكن تحلم بفستان "هوت كوتور" من تصميم كبار المصممين، أتيحت لها الفرصة هذا العام"، في إشارة منه الى أن كورونا لم يؤثر سلبا على عالم التصميم.
ويؤكد محفوظ أن سوق فساتين الزفاف منتعشة بشكل ملموس على غير العادة رغم الجائحة، لافتا إلى أن الإقبال زاد على التصاميم الصغيرة الفخمة والمصنوعة باليد.
ويتابع: "العروس الآن تعرف أن الصورة التي رسمتها لعرس ضخم لم تعد ممكنة بسبب القيود المفروضة على عدد الحضور، لهذا عوضت ذلك النقص بتخصيص ميزانية لا بأس بها لفستان زفافها، فهو الذكرى التي ستبقى معها طوال العمر".
ويضيف: "ربما تقليص عدد المدعوين أثر على التصاميم التي تخلصت من التفاصيل المبالغ فيها لتركز على الأهم، مثل الخطوط العصرية التي تعكس متطلبات عصر جديد من دون أن تتنازل عن فخامته".
ويوضح أنه على الرغم من أن العروس "لم تعد تفضل فستان الزفاف بالحجم الكبير والأمتار الطويلة من الأقمشة أو الكميات السخية من التطريزات، فإنها تريده أن يكون مميزا بتفاصيله الدقيقة، وهو ما يتطلب كثيرا من الابتكار والإبداع، على الرغم من أن تفاصيل الفستان صارت أهدأ".
ويشير مصمم الأزياء اللبناني إلى أن الجائحة أثرت سلبا على تنظيم عروض الأزياء، إذ لم يتمكن منذ أكثر من عام من إقامة أكثر من العرض السنوي في متحف اللوفر في باريس في يناير من العام الماضي 2020، وبعد ذلك توقفت العروض.
وخلال عرضه الأخير، قدم محفوظ مجموعة متنوعة من فساتين الأعراس الطويلة أمام حشد كبير من الحاضرين بلغ عددها 20 فستانا، تخطت اللون الأبيض المعتاد لفستان العروس، فتنوعت بين الذهبي والفضي والعاجي والبيج، ونفذت بالأقمشة الفخمة كالدانتيل والأورغانزا، وزينت بالتطريزات الناعمة والأنيقة، ورصعت بأحجار "شوارفسكي" والكريستال الشفاف والسلاسل الفضية المنسدلة عموديا على صدر الثوب وتنورته، فمنحتها بريقا مذهلا بإيقاع الجواهر.
وتجسد على الفساتين بريقا راقيا أضفى سحرا ولمعانا على إطلالة العروس في حفل زفافها، إضافة إلى التنوع في قصّات التنورة، حيث ظهرت التنورة الواسعة كما القصيرة، فيما ظهر الصدر ذو الأكمام القصيرة أو الأكتاف العارية، مع الإشارة إلى ظهور ثوب الزفاف القصير، في تأكيد على إرضاء ذوق العروس العصرية التي تعشق الظهور بصورة مغايرة عن تلك التي اعتدنا عليها، مع المحافظة على الكلاسيكية الأنيقة.
ومن موضة فساتين السهرات يقول محفوظ: "التركيز على البدلة (الجمبسوت)، وبما أن السهرات أيضا باتت مقتضبة فإن الموضة كذلك تميل الى التطريز الخفيف والدمج بين السبور شيك والتايور".
أما عن الألوان، فيضيف محفوظ : "أصبحت أكثر ميلا للوردي الفاتح والأبيض، وكل ما يعطي شعورا بالراحة والإيجابية، كعلاج للعين والفكر، لأن الموضة يمكن أن تغذي الروح والفكر والمزاج ".
وينصح المصمم اللبناني بالتوجه نحو الموضة بألوانها الفاتحة والزاهية، كعلاج من عبء كورونا والوضع الاقتصادي، لا سيما في لبنان الذي تأثر بتدمير جزء من العاصمة، مما أدى إلى انتقال دار أزياء محفوظ اللبنانية المتخصصة في تصميم فساتين الأعراس والسهرة لمدة 5 سنوات الى إمارة دبي.