في حي "غاردن سيتي" المطل على نهر النيل وسط العاصمة المصرية، يقام معرض بالشراكة بين مركزي "مدرار للفن المعاصر" و"مكوك"، تحت عنوان "شيش بيش"، ويقوم المعرض في الأساس على مزج اللعب بالفن والفلسفة أحيانا.
وافتتح المعرض في الـ16 من فبراير، ويستمر حتى 3 مارس 2021، ويضم ألعابا مبتكرة حديثا في غرف شقة بأحد عمارات الحي الراقي، حيث يتوافد الزائرون ممن يريدون المشاركة في الفعالية واللعب، إلى جانب مبتكري تلك الألعاب.
على مدخل الشقة، كانت مديرة "شيش بيش" الإيطالية فيكتاريا كورنكيا، تستقبل الوافدين إلى المعرض، وتنبههم بلغة عربية مكتسبة، إلى الالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية المفروضة لمجابهة تفشي جائحة كورونا؛ كارتداء الكمامة، وتطهير اليدين بالمعقم.
وتشرح كورنكيا، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، متى بدأت الفكرة وكيف تحولت إلى معرض في النهاية، حيث اجتمع القائمون على "شيش بيش" من مركزي "مدرار" و"مكوك" لوضع الخطوط العريضة لتنظيمه.
وأشارت إلى أنه تم الإعلان عن المعرض، من خلال صفحات المركزين على وسائل التواصل الاجتماعي، وطرح شروط التقدم إليه.
وتابعت: "كل مشارك يتعرف على موهبة الآخر.. فهناك من يجيد التصميم ومن يجيد الرسم"، ثم يتم تقسيم المشاركين إلى 5 مجموعات، لتعمل كل منها على ابتكار وتصميم لعبة، لا تقتصر فقط على تقديم قدر من التسلية للاعبين، بل تحمل أيضا فلسفة ما، على أن يوفر المعرض الخامات للمشاركين.
وسائط يدوية ورقمية
ويقدم المعرض مجموعة متنوعة من الألعاب، تعتمد على وسائط يدوية ورقمية مختلفة، من ألعاب الطاولة والكروت والفيديو وتقنيات الواقع الافتراضي.
وتم إطلاق أسماء على الألعاب المبتكرة، فهناك "مش لعبة" لإنجي محسن وعزة عزت، و"سبينوزا" لمنى عصام الدين ونسرين ممدوح ونيرة مصطفى، و"أشباح البحر" لأمير عيد وأحمد طارق، و"مساجن شيراتون" لهيلينا عبد الناصر وحازم شلتوت وآية عابدين، و"أ.نجم" لعاطف رستم وأميرة الشاعر، كما جاء على صفحة المعرض على موقع فيسبوك.
أحد مبتكري الألعاب، ويدعى أحمد طارق، قال إنه ظل على مدار 20 ساعة لمدة 10 أيام، يعمل وزميله أمير عيد، على ابتكار لعبة اسموها "أشباح البحر".
ويقول طارق لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه في لعبة "أشباح البحر"، يُسيّر أحد المشاركين مركب يلف حول "قارة" لجمع "القمح"، ويجب عليه أن يهزم "الشبح".
وتابع: "وصول السفينة إلى بر الأمان هي مسؤولية جماعية، علاوة على ضرورة وجود فائز واحد فقط من بين المشاركين، وهنا تظهر اللعبة كيفية إدارة كل مشارك، وكيف يمكن أن يؤدي دوره الجماعي والفردي في آن واحد، دون أن يكتسب عداوات أو "يُلقى في البحر".
بينما لعبة "أ.نجم" اتخذت من الأبراج مدخلا، لكنها لم تكتف بإلصاق صفات بالشخص بناءً على محفوظات مسبقة، بل يكتسب الشخص تلك الصفات من تقييم المشاركين معه في اللعبة، وطرح الأسئلة فيما بينهم.
ويقول عاطف رستم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ابتكار لعبة كهذه بالمشاركة مع أميرة الشاعر، لم تستغرق وقتا طويلا أو جهودا مضنية، لكنها أدخلت عليهما سعادة كبيرة وأشبعت لديهما شغف قديم بالألعاب.
وتنهي كورنكيا حديثها وتقول: "المعرض لا ينطوي على مجرد ألعاب من باب المزاح، لكنه يقوم على فلسفة ما.. لعبة عن السلطة ومشاركة المعلومات، وأخرى ترتبط بالحد من سلطة الإنسان على الطبيعة".