أعلن القضاء الألماني، السبت، أن الولايات المتحدة سلمت ألمانيا حارسا سابقا في معسكر اعتقال نازي يبلغ من العمر 95 عاما، لاتهامه "بالتواطؤ في القتل".

ووصل الألماني فريدريش كارل بيرغر الذي غادر ولاية تينيسي الأميركية على متن طائرة طبية، إلى مطار فرانكفورت ظهر السبت، حيث يتعين الآن استجوابه من قبل المحققين، وخاصة لمعرفة ما إذا كان يريد "التحدث حول هذه الحقائق"، وفق ما ذكر متحدث باسم مكتب المدعي العام في كيلي لوكالة فرانس برس.

ويتمتع بيرغر بصحة جيدة رغم تقدمه بالعمر، مما يجعله قادرا على الخضوع للتحقيق.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أن بيرغر أقر خلال جلسات التحقيق في الولايات المتحدة، أنه كان لبعض الوقت في عام 1945 حارسا في معسكر نوينغامي، بالقرب من هامبورغ.

إلا أنه قال إنه لم يكن على علم بتعرض السجناء لمعاملة سيئة أو بحدوث وفيات بين المعتقلين، مؤكدا أنه كان ينفذ الأوامر فقط.

ومع ذلك، من غير المؤكد ما إذا كان سيخضع لمحاكمة في ألمانيا أم لا، إذ أسقطت نيابة كيلي ملاحقاتها بحقه في ديسمبر 2020 بسبب عدم كفاية الأدلة.

ومن المحتمل استئناف الملاحقة بحقه كونه أصبح الآن "مستعدا" للإدلاء بشهادته.

وكان بيرغر قد انتقل للإقامة في تينيسي بأميركا عام 1959، وعاش هناك لسنوات عديدة من دون أن يعرف أحد شيئا عن ماضيه. وبدأ المحققون في البحث عنه بعد العثور على وثائق تعود إلى الحقبة النازية في سفينة غارقة في بحر البلطيق.

أخبار ذات صلة

وارسو تسعى لشراء معسكر الموت النازي الألماني
ألمانيا.. مسن في الـ 92 أمام محكمة الأحداث بجرائم النازية

ويشتبه القضاء الأميركي في تورطه بقتل سجناء عندما كان حارسا في مجمع معسكرات الاعتقال في نوينغامي، وفي أحد معسكراته الخارجية بالقرب من ميبين، لا سيما خلال عملية إخلاء في مارس 1945.

وكانت المحكمة الأميركية المتخصصة في قضايا الهجرة قد قررت في مارس ترحيله إلى ألمانيا "لأنه خدم طواعية كحارس مسلح في معسكر اعتقال شهد عمليات اضطهاد".

واعتبرت القاضية الأميركية ريبيكا هولت في مارس، أن هذه المعسكرات لم تكن أماكن إبادة، إلا أن المعتقلين عاشوا فيها في ظروف "مروعة" وأجبروا على العمل "حتى ماتوا من التعب".

ووضعت الحكومة الأميركية في عام 1979 برنامجا مخصصا للبحث عن النازيين السابقين المقيمين في الولايات المتحدة وطردهم. وقد تم منذ ذلك الحين طرد 68 شخصا.