المكان الطبيعي ليتخلص أي شخص من عود "الآيس كريم" بعد استهلاكه هو سلة المهملات، لكن صاحب خيال واسع وأنامل مبدعة وحده من يفكر في الاحتفاظ بتلك الأعواد وتحويلها إلى لوحات فنية تحمل تقاسيم وجوه شخصيات شهيرة.

بأدوات بسيطة غير مكلفة، يترجم عبد الله ابن مدينة الجديدة، وسط المغرب أفكاره ويمارس هوايته للرسم عبر عيدان الآيس كريم، بعد أن يحولها إلى لوحة صغيرة مربعة في تجربة فنية متفردة. 

يتحدث عبد الله دغالي (23 عاما)، بشغف كبير لموقع "سكاي نيوز عربية" عن موهبته قائلا: " أنجز قطع فنية انطلاق من مواد مهملة، الفن والإبداع لا يتطلبان بالضرورة إمكانيات كبيرة، ومن لا شيء يمكن أن نصنع أشياء جميلة". 

.

الفكرة

كان عبد الله الذي لم تطأ قدمه يوما معهد للفنون يسعى لابتكار أسلوب خاص به يقوده نحو التميز، حينما فكر في اعتماد أعواد الآيس كريم المهملة بمثابة أساس يرسم عليه لوحاته الفنية. 

يقول عبد الله: " كنت في البداية أرسم على لوحات خشبية أو على القماش، غير أن رغبتي في البحث عن أسلوب جديد، دفعتني لتوظيف أعواد الآيس كريم في أعمالي الفنية".

الفنان المغربي يرسم شخصيات شهيرة

ويضيف الفنان الشاب: "كنت في عطلة مدرسية، عندما قررت حينها استغلال أوقات الفراغ واغتنام ذلك الوقت لاختبار موهبتي في الرسم وصقلها اعتمادا على المتوفر أمامي من أدوات بسيطة مهملة في الشارع".

بدأ شغف عبد الله بالفن التشكيلي منذ في العام2011 لكن فكرة الرسم بأعواد الآيس كريم لم تراوده سوى صيف العام الماضي. يحكي عبد الله "لسكاي نيوز عربية" كيف كان يجمع الأعواد التي يتخلص منها الناس على الأرض بعد تناول الآيس كريم الذي يستهلك بشكل كبير خلال الفترة الصيفية".  

الفنان المغربي يطمح إلى انتشار أوسع

يصف هذا الفنان العصامي الحاصل على دبلوم في التجارة، كيف كان معظم الناس يستغربون تصرفه عندما بدأ في جمع أعواد الآيس كريم من الأرض، وكيف كان من يسألونه لا يستوعبون فكرة توظيف أعواد مهملة في عمل فني كالرسم.

رسم "بورتريهات"

يقول عبد الله إن اختياره رسم بورتريهات لشخصيات معروفة على أعواد الآيس كريم دفعه للبحث عن تجارب مماثلة، وعن فنانين سبقوه إلى ذلك، فلم يجد، وخلص الى استنتاج لا يحتاج تأكيد، وهو كونه أول فنان يرسم الوجوه على عيدان الايس كريم، حسب قوله.

مغربي يخرج الفن من أعواد الإيس كريم
4+
1 / 8
لفتة على أعواد الأيس كريم تذيب القلوب في وداع الراحل مارادونا
2 / 8
عبدلله كان يجمع أعواد الأيس كريم بعد أن يتخلص منها الناس على الأرض
3 / 8
الفنان التشكيلي عبد الله دغالي في مرسمه
4 / 8
يقول عبد الله إن رسم بورتريهات لشخصيات مشهورة على مستوى العالم مكنه من إبراز موهبته
5 / 8
باتت موهبة الشاب اليوم مصدر دخل يغطي من خلاله مصاريف المواد الأساسية التي يحتاجها للرسم
6 / 8
أعمال عبد الله لاقت إقبالا كبيرا خلال مشاركته في إحدى المعارض الفنية
7 / 8
رسم الوجوه على أعواد الآيس كريم بطريقة "الاستنسل"، عملية تتطلب الكثير من الدقة والتركيز
8 / 8
يطمح عبد الله أن تزين لوحاته الصغيرة مستقبلا معارض وطنية ودولية

ولاقت أولى اللوحات الفنية التي نشرها عبد الله على مواقع التواصل الاجتماعي، إعجابا كبيرا من لدن متابعيه، وهو ما حفزه على الاستمرار والمثابرة أكثر في هذا المجال.  

.

 "رسم بورتريهات لشخصيات مشهورة على مستوى العالم مكنتني من إبراز موهبتي والتعريف بها" يقول عبد الله، ويضيف: " لفتت البورتريهات انتباه المتابعين لأعمالي التي أنشرها على موقعي "فايس بوك" و "انستغرام"، حيث تلقى إعجابهم وهو ما ساهم في نجاح تجربتي الفنية".

وباتت موهبة الشاب اليوم مصدر دخل يغطي من خلاله مصاريف المواد الأساسية التي يحتاجها للرسم، ويقول عبد الله: " بعد أن انتشرت أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، تلقيت طلبات كثيرة لرسم بورتريهات شخصية، حيث تساعدني المداخيل على الأقل لاقتناء الصباغة و ما يلزم لإنجاز البورتريه".

.

يشير عبد الله إلى أن رسم الوجوه على أعواد الآيس كريم بطريقة "الاستنسل"، عملية تتطلب الكثير من الدقة والتركيز وتمر عبر مجموعة من المراحل التي تبدأ باختيار صورة بجودة عالية للشخصية ثم الاشتغال عليها عبر تطبيقات مثل "الفوتوشوب" قبل طبعها ونسخها، ثم صباغتها بالكثير من الإتقان".

الطموح

يقول عبد الله أن مدينته لا تحتضن معارض تشكيلية أو تظاهرات فنية بالشكل المطلوب، والتي يمكن أن تتيح له ولباقي الفنانين عرض أعمالهم الفنية، ورغم ذلك فإنه لا يفوت فرصة المشاركة في أي معرض يمكنه من التواصل بشكل مباشر مع جمهور أوسع.   

.

أخبار ذات صلة

حسن المنيعي.. "الأب العطوف" على الأجيال المسرحية في المغرب

يشير عبد الله إلى أن أعماله لاقت إقبالا كبيرا خلال مشاركته في إحدى المعارض الفنية، وأبدى الجمهور إعجابه سواء بلوحاته على القماش أو على أعواد الآيس كريم.

ويطمح عبد الله أن تزين لوحاته الصغيرة مستقبلا معارض وطنية ودولية وأن تعتمد في ديكورات المنازل أو مقرات العمل، حتى تحظى بالمكانة التي تستحقها على غرار اللوحات الفنية التقليدية، ويتمنى أن تتجاوز أعماله الفنية حدود مدينته الصغيرة وأن لا تظل حبيسة صفحات المواقع الاجتماعية الافتراضية وفرصة الانتشار الوطني والعالمي.