في ثمرة للتعاون الإماراتي الموريتاني، انطلقت الدروس في جامعة المحظرة الشنقيطية بمدينة أكجوجت شمالي موريتانيا، بهدف ترسيخ وترقية الثقافة المحلية والحفاظ على ألقها.
وجاء تأسيس جامعة المحظرة الشنقيطية بموجب مرسوم حكومي في 22 مايو 2019، من أجل النهوض بمهمة تكوين وتأهيل العلماء في علوم الشريعة واللغة العربية واسترجاع الصورة الناصعة للعالم الموريتاني بموسوعيته واعتداله البعيد من الغلو والتطرف بجميع أشكاله.
وتتركز المهام الأساسية للجامعة على استقبال وتكوين الفقهاء والعلماء في مجال علوم الشريعة واللغة، وتستقبل طلاب العلوم الشرعية لتكوينهم ليصبحوا مؤهلين للإبداع والاندماج في الحياة النشطة، وأداء الدور المنوط بهم والإسهام في مد الإشعاع العلمي والثقافي للبلد في الربوع العربية والإفريقية والدولية.
وجرى التعاون مع الإمارات على بناء مركب مؤقت في مدينة أكجوجت، يتشكل من مكاتب وقاعات للتدريس وملحقات إدارية.
وأكد سفير الإمارات لدى موريتانيا حمد غانم لمهيري أن "هذا الدعم الذي تقدمه الإمارات يأتي في إطار تقوية أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين، وتجسيدا لإرادة قادتهما"، مؤكدا حرص الإمارات على مواصلة الدعم حتى اكتمال العمل في هذا الصرح.
وبالفعل شرع الشركاء في تجهيزه، وبعد حصول الجامعة على قطعة أرض من وزارة الإسكان مساحتها 25 هكتارا (250 ألف متر مربع)، تم إعداد المخطط العمراني الشامل للمؤسسة.
وأنجزت دراسة مالية لتكلفة بناء المنشأة وتجهيزها بعد انتهاء الأشغال، بطلب من الجهات الممولة في الإمارات، حيث بلغت تكاليف بناء المنشأة ما يزيد على 12.5 مليون دولار، وبلغت تكلفة تجهيزاتها أكثر من 2.5 مليون دولار، وسيكتمل إنجاز المشروع خلال 24 شهرا.
تعليم أصلي في ثوب عصري
ورغم أن طلاب المحظرة الشنقيطية يدرسون نفس العلوم التي تدرس في المحاظر التقليدية، فإن المناهج والوسائل المتبعة في التدريس تعتمد على التقنيات الجديدة.
وحسب المدير العام للجامعة محمد تقي الله الطالب جدو، فقد "تم إعداد الملف الوصفي الضروري لمرحلة الليسانس والماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية والعربية وفق الشروط العلمية المعتمدة، لاعتماد الشهادات مع مراعاة الأهداف العامة للمؤسسة وخصوصيتها من الاهتمام بالنصوص وحفظها، ليتخرج الطالب متمكنا من النصوص عارفا باللغات ماهرا بالمعلوماتية، يحمل شهادة معترفا بها".
وأوضح الطالب جدو لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "تم تنظيم مسابقة دخول السنة الأولى للطلاب، وقد شارك فيها 500 متسابق، لم يتأهل منهم العدد المطلوب لصعوبة الشروط وهي: الثانوية العامة، والإجازة في القرآن، وتجاوز المسابقة"، موضحا أنه "تجرى الآن مسابقة تكميلية".
آفاق مستقبلية
وفي خطابه بمناسبة انطلاق الدروس في المحظرة الشنقيطية الكبرى، أوضح مدير الجامعة أن "هذه المحظرة أريد لها أن تكون مؤسسة حضارية رائدة تضطلع بدور طموح يوازي على الأقل ذلك الذي تضطلع به المؤسسات المماثلة، التي أصبحت معالم حضارية وعلمية بارزة، مثل جامعة القرويين في المغرب والزيتونة في تونس والأزهر في مصر".
ولتمكين المحظرة من تحقيق المطلوب، يجري بناء مقر جامعي متكامل ستنتقل إليه فور اكتماله.
من جهة ثانية حصلت جامعة المحظرة على اعتماد لاكتتاب المزيد من الأساتذة والطلاب، عن طريق مسابقات تشرف عليها جهات مستقلة، وذلك بدعم من الشركاء الإماراتيين.