كثيراً ما يلجأ بعض مشاهير الفن، سواء في الأجيال السابقة وحتى الجيل الحالي، للإعلان عن اعتزامهم تسجيل آياتٍ أو سور من القرآن الكريم بأصواتهم. وقد سجّل بعضهم بالفعل القرآن أو أجزاء منه، من بينهم الفنان الراحل محمود ياسين، الذي كشفت زوجته الفنانة شهيرة، في نوفمبر الماضي، عن قيامه بتسجيل القرآن كاملاً منذ فترة طويلة قبل وفاته.
القائمة تضم عدداً من المطربين والممثلين، سواء ممن سجلوا بالفعل مثل محمود ياسين وعبدالوارث عسر وعثمان محمد علي وغيرهم، وممن أثيرت أنباء حول اعتزامهم تسجيل القرآن مثل المطرب هاني شاكر، الذي ترددت أنباء غير مؤكدة عن قيامه ببدء مشروع تسجيل القرآن بصوته في 2010.
ومؤخراً المطرب حكيم الذي أعلن في أحد لقاءاته الإعلامية اعتزامه تسجيل القرآن بصوته، وسبقه المطرب بهاء سلطان الذي شارك جمهوره فيديو له أثناء قراءة القرآن الكريم بعد أن أتم حفظه كاملاً.
نقيب قراء القرآن الكريم في مصر، الشيخ محمد حشاد، وعقب إعلان حكيم اعتزامه تسجيل القرآن بصوته، ورغم أن المطرب المصري ذكر -خلال لقاء إعلامي الأسبوع الجاري- أنه سيحتفظ بالتسجيلات لنفسه دون الإشارة إلى اعتزامه إذاعتها، جدد حشاد الجدل حول تلك القضية، مهدداً بإجراءات قانونية حيال كل من يقوم بتسجيل وإذاعة القرآن بصوته سواء من الفنانين وغيرهم، دون اتباع الإجراءات القانونية عبر النقابة للتأكد من سلامة القراءة وصحتها.
وقال حشاد في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، الأربعاء، إن "أي شخص يريد تسجيل القرآن الكريم لابد أن يكون حافظاً لكتاب الله على يد أحد المشايخ ليتعلم أحكام التلاوة ومخارج الحروف والألفاظ الصحيحة".
وأشار شيخ عموم المقارئ المصرية، إلى أنه "إن كان الشخص -سواء مطرب أو غيره- حافظ لكتاب الله ويعتقد بأنه قادر على تسجيله بصوته بشكل صحيح، فعليه أن يأتي إلى النقابة، لنسمعه وندقق في قراءته، وبيان ما إن كانت بحاجة لإعادة نظر وتصحيح أم أنها قراءة جيدة ومن ثم يتم السماح له بالتسجيل في وجود مُصحح من لجنة المصحف".
وأردف نقيب القراء قائلاً: "نحن عادة عندما يرغب مشايخ كبار في تسجيل القرآن الكريم بأصواتهم، نطلب منهم اصطحاب متخصص من لجنة المصحف التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، لمراجعته أثناء التسجيل، لا سيما أن التسجيل يعيش ويتناقله الناس ولا يصح أن تكون به أي أخطاء أو يذاع بأي خطأ".
ولفت إلى أن "النقابة لديها من الأدوات القانونية ما يمكنها من اتخاذ إجراءات ضد كل من يقوم بتسجيل القرآن بصوته وإذاعته، سواء مطرب أو فنان أو غير ذلك، فإن لم تكن القراءة صحيحة فإن النقابة تقوم من جانبها بإبلاغ النيابة العامة، عملاً بنص قانونها الذي يمنحها الحق في إبلاغ الجهات المختصة حال وجود أي مخالفات في تلاوة القرآن الكريم".
واعتبر أن الأمر ليس موجهاً ضد المطربين أو الفنانين الذين يعتزمون تسجيل القرآن بأصواتهم، وذلك بالإشارة إلى أن "النقابة تقدمت ببلاغات إلى النيابة العامة من قبل ضد مشايخ كانت لديهم أخطاء في التلاوة". مردفاً: "نحن نفتح صدورنا لأي شخص يريد تسجيل القرآن، فمن أراد ذلك عليه التوجه إلى النقابة للاستماع إلى تلاوته أولاً، وبيان ما إن كانت صحيحة أم بحاجة لتصحيح".
وسبق أن أثيرت أزمة مماثلة عندما نشر المطرب بهاء سلطان لجمهوره عبر "السوشيال ميديا" مقطعاً له أثناء تلاوة القرآن الكريم بصوته، وذلك بعد إعلانه عن إتمام حفظه القرآن في فترة التوقف الفني التي عانى منها. ما دفع نقابة القرّاء وعلى لسان نقيبها وشيخ عموم المقارئ المصرية، لانتقاد ذلك، وتأكيد وجود أخطاء في التلاوة تستلزم وجود أحد المشايخ للمتابعة معه وتصويب الأخطاء. وبموازاة ذلك اللغط أثيرت أنباء عن انضمام سلطان لنقابة قراء القرآن الكريم، تم نفيها بعد ذلك.