شيعت جنازة الكاتب الكبير وحيد حامد، من داخل مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد في القاهرة، في حضور المئات من أبرز نجوم السينما والتلفزيون بالوطن العربي، فضلا عن أعداد كبيرة من جمهوره، وسط حالة من الحزن والصدمة.
وكان المؤلف الراحل قد نقل إلى أحد مستشفيات القاهرة منذ عدة أيام بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة، قبل أن تُعلن أسرته صباح السبت وفاته متأثرا بالمرض، ليتجه محبيه إلى جنازته من أجل الوداع الأخير.
وانتشر في محيط المسجد العديد من الشخصيات العامة في انتظار وصول الجثمان لأداء صلاة الجنازة، من بينهم وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، التي أشارت في تصريحاتها لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الثقافة فقدت أستاذ كبير، صاحب قلم مميز وبصمة حقيقية من خلال أعمال فنية سكنت في وجدان المجتمع".
وبدا الأسى على وجه أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عند وصوله إلى مسجد الشرطة، وانضم إلى نخبة من الفنانين بينهم أحمد حلمي وزوجته منى زكي، بينما نعى الراحل مؤكدا أنه كان معلما لأجيال عديدة وأفلامه مصدر للسعادة لعشاق السينما.
ولم تتمالك النجمة إلهام شاهين نفسها بينما تتحدث عن السيناريست الكبير قائلة: "شخصية لن تتكرر مرة ثانية، هو علامة بارزة في دنيا الفن والفكر والأدب، له أيادي بيضاء على تاريخ عدد من نجوم السينما، وهو من أعطاني الفرصة في أول بطولة سينمائي بمسيرتي، اليوم فقدنا أستاذ وصديق وإنسان لا يعوض".
وحرص جميع الفنانين على ارتداء الكمامات خلال التواجد في الجنازة، بينما يقومون بتقديم واجب العزاء لأسرة السيناريست الراحل، وعلت وجوه الجميع حالة من الوجوم منهم الفنان كريم عبد العزيز والمنتج محمد العدل، ومحمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي.
وشهدت لحظات دخول سيارة الإسعاف إلى المكان موجة من البكاء بين الحضور، واقترب الفنان الكبير عزت العلايلي من النعش لإلقاء نظرة أخيرة على صديقه الراحل قائلا: "كان وحيد حامد ناطقا بلسان الشارع المصري بدون زيف أو كذب، وهي ميزته الأكبر، لذلك أصبح ملتصقا بالناس وصاحب شعبية جارفة وبات أحد الرموز الهامة في الدراما المصرية والعربية".
وجاءت إلى الجنازة الفنانة السورية، سوزان نجم الدين، وقالت في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" إنها كانت صديقة مقربة للكاتب وحيد حامد، واستفادت منه كثيرًا خلال اللقاءات التي جمعته به، ودارت نقاشات مستمرة بينهما حول أعماله، منوهة إلى أن أعماله ستبقى في ذاكرة جمهوره إلى الأبد.
واصطف الحضور خلف النعش من أجل أداء صلاة الجنازة، في حضور أفراد أسرته وابنه المخرج مروان حامد، انسابت الدموع من أعين المصلين، علت أصوات الدعاء من أجل الكاتب الراحل، وظهر التأثر على المؤلف الكبير بشير الديك.
وبعد دقائق من انتهاء صلاة الجنازة، انفض الجمع وغادر الحضور المسجد من أجل الانطلاق إلى مقابر الأسرة بطريق الواحات لإتمام مراسم الدفن، بينما تعلقت أعين النجمة لبلبة بسيارة الإسعاف ولم تكن قادرة على الحديث من هول الفاجعة.
وتوفي الكاتب المصري الشهير وحيد حامد، السبت، عن عمر ناهز 76 عاما، إثر تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى.
ويعد حامد من أكبر كتاب الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية خلال العقود الأربعة الماضية في المنطقة العربية، وجسد شخصيات أعماله أبرز نجوم السينما المصرية، وفى مقدمتهم عادل إمام ونور الشريف وأحمد زكي ويسرا ومني زكي وغيرهم.