شخصيتان كرتونيتان تخوضان مغامرات شيقة داخل جسم الإنسان، ليُعرفان الأطفال معلومات طبيّة شيقة ومثيرة، منها تشريح جسم الإنسان من الداخل. بهذه الطريقة يبسط باحثان مصريان، المعلومات الطبيّة للأطفال، في وقت تبدو فيه الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى للتوسع في نشر الوعي الطبي والصحي، في زمن جائحة كورونا.
وتبدو المعلومات الطبية من أكثر المعلومات تعقيدا بالنسبة لغير المختصين، على رغم أهمية الإلمام بخطوطها العريضة لمعرفة ما يدور بجسم الإنسان، وأصل الأعراض المختلفة للوقاية من الأمراض، وحتى العلاج من الأعراض البسيطة.
وبينما تبدو صعبة للكبار، فإنها أكثر صعوبة بالنسبة للأطفال الذين قد لا يستطيعون فهم أصل "الحكة" أو "الجروح البسيطة" و"السعال"، و"ارتفاع درجة الحرارة" وغير ذلك، وطريقة التعامل مع تلك الأمور.
من هنا تبزغ أهمية المبادرة التي أعلن عنها باحثان مصريان مؤخرا، والهادفة إلى اختصار وتبسيط المعلومات الطبيّة، وذلك على شقين؛ الأول أكثر تخصصا لدارسي الطب والعلوم، والثاني للأطفال من أجل توعية النشء بالمصطلحات الطبية وكيفية عمل جسم الإنسان بشكل عام.
المبادرة -التي تأتي في وقت يعاني فيه العالم من جائحة صحية شديدة الخطورة، يقوم عليها باحثان مصريان، أطلقا عليها (ميدفاروس) وهو اختصار لكلمة "Medical" بمعنى طبي، و"Pharaohs" أي الفراعنة، إيمانا منهما بأن "الفراعنة أصل الطب".
وتقول سمر صقر، وهي كيميائية وباحثة في جراحة القلب، لموقع سكاي نيوز عربية، إنها شاركت في إطلاق تلك المبادرة رفقة استشاري جراحة القلب بمعهد القلب القومي في مصر، الدكتور يسري ثاقب؛ من أجل مساعد طلاب الطب والعلوم أولا، إضافة إلى الشق الأهم والخاص بتبسيط المعلومات الطبية للأطفال.
وتقول: "فيما يتعلق بالأطفال، نحن نقدم محتوى مكتوب مدعم بتصميمات لافتة، نُبسط لهم فيه المعلومات الطبيّة بشكل يتناسب وإدراكهم، ذلك أن الأطفال حول العالم يجدون صعوبة في تلك المعلومات، وكذلك الأهل يجدون صعوبة في إيصالها إليهم بشكل مناسب، وبالتالي رأينا أن نستغل خيال الأطفال، وابتكرنا شخصيتين كرتونيتين هما (آريا وكليفي) تخوضان مغامرات داخل جسم الإنسان، بأسلوب سهل ومبسط يتم من خلاله تعريف الأطفال بالمعلومات المعقدة في المجال الطبي".
وتشير الباحثة المصرية، إلى أن المحتوى المقدم من هذه النوعية للأطفال تطرق لأعراض عدة، منها السعال والحكة وارتفاع درجة الحرارة والجروح، وتكتبه هي رفقة مشرفها الدكتور يسري ثاقب.
وبينما يشرف على فريق التصميم طبيب مختص أيضا لضمان خروج النص في صورة مناسبة لإدراك الأطفال وتراعي تفاصيل جسم الإنسان الدقيقة بشكل علمي، لا سيما أن المحتوى يتضمن تشريح جسم الإنسان بشكل تفصيلي.
وبدأت الفكرة منذ بداية العام 2020، فيما كان الظهور الأول للمُحتوى المقدم بشقيه لطلبة الطب (الذي يؤلفه أطباء مختصون)، وللأطفال، في شهر أكتوبر الماضي، وتم نشر 6 كتب للأطفال باللغة الإنجليزية (منها ما تمت ترجمته للعربية، ومنها ما هو قيد الترجمة على أن يصدر خلال أيام) إضافة إلى 4 كتب مبسطة للطلبة.
وتمت إتاحة بعض تلك الكتب للقراءة مجانا، مساهمة في نشر الوعي والمعلومات الطبية ومساعدة أولياء الأمور على تبسيط تلك العلوم لأبنائهم.
وتلفت إلى أن ذلك المحتوى استطاع أن يحقق رواجا في بعض الدول، وفق ما تكشفه إحصاءات التحميل عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، وذلك في دول عربية مختلفة (منها مصر والسعودية والكويت)، فضلا عن نسبة قراءة عالية في دول أجنبية مثل (الولايات المتحدة وكندا وأيرلندا).
ويأمل صاحبا المبادرة أن تثمر تلك الخطوات في نشر المعرفة بشكل أكبر لمساعدة عدد أكبر من الناس في فهم المعلومات الطبية والعلمية، من أجل بناء جيل يعي أساسيات المعلومات الطبية المعقدة ويفهم ما يدور في جسمه على الأقل.