أثار شباب مصريون الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، بعدما شاركوا الجمهور قصتهم، حيث قاموا بشراء الكثير من عبوات قهوة سريعة التحضير، طمعا في سيارة مقدمة من الشركة المنتجة للقهوة كجائزة، لكن بعد إنفاقهم حوالي 50 ألف جنيه، لم يفوزوا بأي شيء، ليشنوا حملة هجوم إلكترونية على الشركة المنتجة.
وتلقى جمهور منصات التواصل الاجتماعي قصة هؤلاء الشباب، بردود فعل متنوعة، بين السخرية والتعاطف والتعجب، فالبعض يرى أن ما فعلوه إضاعة للوقت والمال، وآخرون يرون أنها فكرة مجنونة، ومن الممكن أن تكون رائعة في حالة نجاحها.
ويقول صاحب الفكرة، أحمد زكريا، إنه يتفهم تعجب الناس من خطته مع أصدقائه، لبذل كل هذا المجهود للفوز بجائزة، لكنها ليست المرة الأولى التي ينافسون فيها على هدية، فقد جنوا بخطط شبيهة العديد من الجوائز، آخرها كانت سيارتين في مسابقة لإحدى شركات الشوكولاتة.
وأضاف زكريا لموقع "سكاي نيوز عربية": "ثقافة المشاركة في مسابقات جوائز الشركات غير منتشرة في مصر، لذلك حاولت مع اثنين من أصدقائي، عمل خطط محكمة لجني الجوائز، وتعاملنا معها كاستثمار، ونجحنا خلال 3 أشهر فقط، في جني 21 جائزة مختلفة مثل رحلات سفر لبلاد أوروبية، وسيارات، وأجهزة لتشغيل الألعاب إلكترونية، وشاشات عالية الدقة".
وردا على من يسخرون من خطتهم، يوضح زكريا أنهم يحاولون جني المزيد من المال بخطة مختلفة، لأن في الأغلب "الأفكار المجنونة هي التي تساعد في تحقيق ثروات ضخمة"، على حد تعبيره.
وهاجم أصحاب الفكرة الشركة المنتجة للقهوة، عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لأن خطتهم تؤكد فوزهم بسيارة واحدة على الأقل من 17 سيارة، أعلنت عنها الشركة ضمن المسابقة، بمعدل فائز كل أسبوع.
ولتوضيح الفكرة أكثر، يقول زكريا إنه لو قام أحدهم بترقيم 100 ورقة، وكانت أوراقه الرابحة من 1 إلى 70، فحتما فرصة فوزه ستكون أكبر ممن يتنافسون معه، مؤكدا أنهم كانوا يسيطرون على 70 بالمئة من الرسائل المشاركة في المسابقة.
فريق عمل
كما أكد محمد ناصر، من "فريق عمل" خطة الفوز بـالجائزة، أنهم يملكون فريقا لتجهيز وتنفيذ خطة مناسبة للفوز بالجائزة، إذ يوجد مختصين في علم الإحصاء، يقدرون عدد الرسائل التي يجب إرسالها في اليوم، ومبرمجين يفككون شفرة رسائل الشركة لهم فور المشاركة في المسابقة، لمعرفة العدد التقريبي للمشتركين بها.
كما أن هناك فريقا يقوم بإرسال الرسائل (أكواد المشاركة) إلى الشركة بشكل دوري، بمعدل 400 رسالة يوميا، وتصل ساعات العمل في اليوم إلى 12 ساعة.
وأوضح ناصر أنهم قاموا بدفع حوالي 50 ألف جنيه، للفوز بالجائزة، لكنهم كانوا ينتظرون حوالي 800 ألف جنيه في حالة فوزهم، وهو ما اعتبروه استثمارا ناجحا في وقت قليل.
وفي السياق ذاته، يقول ناصر لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنهم "لا يقتلون فرص الآخرين في الفوز بالجوائز، لكنهم يبذلون جهدا كبيرا لجنيها، ومن يريد يمكنه القيام بخطة منافسة لخطتهم".
خطوات تصعيدية
وأضاف ناصر أنهم يحاولون التواصل مع جهاز حماية المستهلك، لمعرفة سبب خسارتهم لجوائز شركة القهوة، مؤكدا أنهم "لا يبحثون عن الشهرة، لكن يريدون مقابلا لجهدهم المبذول في الأيام الأخيرة".
وأشار إلى استمرار حملاتهم الإلكترونية في الأيام المقبلة، حتى توضح الشركة كواليس سحب الجوائز في المسابقة الأخيرة، مؤكدا أنه بتوالي الأيام، تزداد رسائل الدعم التي تصلهم من جمهور منصات التواصل الاجتماعي.