انطلقت في مصر أخيرا مبادرة "مش عادي" لمواجهة كافة أشكال العنف ضد المرأة سواء اللفظية أو الجسدية، واستقطبت الحملة عددا كبيرا من مشاهير الفن والمجتمع.
ارتفاع معدلات حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي خاصة بعد جائحة كورونا كان أحد الأسباب الرئيسة لانطلاق المبادرة التي تسعى لتسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة من خلال أفلام قصيرة تعرض بالمجان لمناقشة الظاهرة، فضلًا عن إقامة عدة أوراش عمل داخل المستشفيات لمقدمي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين وطلبة، يتم خلالها عرض فيلم قصير يعقبه نقاش لشرح كيفية استخدام الأفلام والدراما في تغيير القناعات المرتبطة بالعنف ضد المرأة من واقع الحالات التي تعامل معها الأطباء بالفعل.
توعية المعنفات وتشجيعهن على التصدي للعدوان
وتهدف المبادرة التي أطلقها أصحابها بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى توعية المعنفات وتشجيعهن لاتخاذ موقف واضح لوقف التعدي عليهن، وعدم الصمت ضد الممارسات العنيفة التى يتعرضن لها.
مينا النجار، أحد مؤسسي المبادرة، تحدث عن أسباب تدشينها وكيف يمكن أن تسهم في وقف حالات العنف ضد المرأة، موضحًا أن هناك أشكال عنف عديدة تتعرض لها النساء ولا يقتصر الأمر على العنف الجسدي فقط، فالتحرش ــ وفقا للنجار ـــ نوع من أنواع العنف الذي يمارس ضدها، كذلك حالات الاغتصاب.
ويؤكد مؤسس "مش عادي" فى حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن المبادرة ستسهم كثيرا في رفع الوعي بقضايا وحقوق المرأة مجتمعيًا، وتشجيع من تتعرض للعنف على عدم الصمت ومواجهة المعتدي بكافة الوسائل القانونية المتاحة، مشيرًا إلى أن المبادرة تقف ضد أي حالات عنف خاصة التي تصدر من داخل الأسرة، سواء من الأب أو الأخ أو الزوج أو حتى من امرأة لأخرى أو من المجتمع نفسه، من خلال استخدام لغة الأفلام والدراما في طرح أسئلة من واقع الحالات التي يتعامل معها الأطباء.
وأوضح النجار أن المبادرة توفر كافة أشكال الدعم لمن تتعرض للعنف سواء أكان دعمًا نفسيًا من خلال مجموعة كبيرة من أساتذة الطب النفسي أو قانونيًا لمن تريد السير في الطرق القانونية.
نجوم الفن يدعمون المبادرة
ونجحت المبادرة منذ انطلاقها في استقطاب عدد كبير من الفنانين المصريين للمشاركة في فاعلياتها، ودعم النساء اللاتي يتعرضن للتحرش، وشارك عدد من الفنانين في دعم المُبادرة، من خلال جلسة تصوير ارتدوا فيها كمامات سوداء مكتوبًا عليها "مش عادي..not okay"، من بينهم الفنان شريف رمزي وأمينة خليل ونسرين طافش والسيناريست طارق حبيب والفنان سيد رجب وغيرهم.
الفنان المصري الشاب أحمد مجدي، أحد الفنانين المشاركين في المبادرة تحدث لـ"سكاي نيوز عربية" عن أسباب دعمه للمبادرة وكيف يمكن رفع الوعي بخطورة العنف ضد المرأة، مؤكدا أن المرأة في المجتمعات العربية تتعرض لعدة أشكال من العنف ويجب دعمها ومساعدتها على التصدي لأي ممارسات تنتهك كرامتها سواء كانت انتهاكات لفظية أو جسدية.
وأضاف: "من المهم نشر فكرة رفض العنف ضد المرأة سواء من خلال وسائل الإعلام أو الأعمال الدرامية، والبداية طبعًا يجب أن تكون من البيت وطريقة تربية الأبناء على رفض العنف؟، كذلك في المدارس ودور العبادة والجامعات، كل المؤسسات يجب أن ترفض وبكل قوة ممارسات العنف ضد المرأة".
وتمنى "مجدي" أن تسهم المبادرة في الحد من معدلات العنف ضد المرأة مجتمعيًا، كخطوة أولى للقضاء على الظاهرة بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر يحتاج إلى وقت طويل وعمل شاق من كافة المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية.