في خطوة تهدف لربط المواطنين المصريين في المهجر بوطنهم، دشنت وزارة الهجرة المصرية مؤخرا مبادرة "اتكلم عربي".
وجاء إطلاقها بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما تم اعتماد المبادرة أيضًا ضمن فعاليات احتفالية "اليونسكو" باليوم العالمي للغة العربية خلال ديسمبر الجاري.
وعن مبادرة "اتكلم عربي"، تقول مها سمير المتحدثة باسم وزارة الهجرة، إن الهدف الرئيسي من المبادرة هو تحدى حرب الهوية، لذلك جاءت فكرتها إيمانا من وزارة الهجرة بأهمية ربط أبناء المصريين بالخارج بالوطن، وبمفهوم الدولة والأمن القومي.
وأضافت سمير لموقع "سكاي نيوز عربية": "نسعى من خلال المبادرة إلى ترسيخ مفهوم الهوية المصرية في نفوس أبناء مصر حول العالم، خاصة من أبناء الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس من المصريين بالخارج والذي بالفعل لديهم مشكلة في التحدث باللغة العربية واللهجة المصرية والتي تعد جسرا هاما في التواصل بينهم وبين وطنهم.
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الهجرة "نواجه حربا خطيرة جدا لطمس الهوية ومحوها ومحو كافة الإنجازات التي تقوم بها الدولة، ولا بد لشبابنا أن يتحصن ضد هذه الحرب، وفي هذه الحالة اللغة والهوية هي الوسيلة لنقل التاريخ وتوصيل الحقائق".
لقاءات افتراضية
واتخذت وزارة الهجرة المصرية من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مساحة رحبة للتواصل مع الأطفال المصريين بالخارج، حيث يتم نشر فيديوهات قصيرة وأفلام كرتون ودروس متدرجة المستوى وباللهجة المصرية البسيطة، محتواها يتضمن الحديث عن معالم مصر السياحية والأثرية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد المصرية الراسخة.
ولفتت المتحدثة باسم وزارة الهجرة إلى أن هناك تعاون مع شركة "ويل سبرنغ" –المصرية المتخصصة في إقامة المعسكرات- بتنظيم معسكرات تفاعلية لأبنائنا في الخارج مليئة بالأنشطة المرتبطة بالحياة المصرية والأغاني والمسابقات والتمارين الرياضية.
وتهدف المعسكرات إلى ربط أكبر عدد من هؤلاء الأطفال باللهجة المصرية وتعريفهم بالتراث والعادات والتقاليد والقيم المصرية الأصيلة، وتنظم هذه المعسكرات الآن عبر تطبيق "زووم" نظرًا لتداعيات جائحة فيروس كورونا العالمية.
تفاعل وفخر
وبحسب المتحدثة باسم وزارة الهجرة فقد تم رصد العديد من ردود الأفعال من الأطفال والأسر التي شاركت بالمعسكرات وكلها إيجابية، حيث أعربوا عن سعادتهم الكبيرة خلال قيامهم بالأنشطة الخاصة بالمبادرة، مشيرين إلى أنهم اتخذوا قرار بألا يتحدثوا باللغات الأجنبية إلا في مدارسهم فقط، ويكون التحدث والتعامل في حياتهم اليومية باللغة العربية واللهجة المصرية.
واستطردت "لقد قمنا حتى الآن بعمل معسكرات تفاعلية للأطفال أبناء المصريين المقيمين في كل من النمسا والإمارات وكندا والولايات المتحدة، وجاري التنسيق مع الجاليات المصرية المقيمة في عدة دول أخرى على مستوى العالم".
خطوات مستقبلية
وتعكف وزارة الهجرة المصرية الآن على التوسع في تنفيذ المبادرة من خلال التعاون مع عدة مؤسسات ومنظمات كبرى مثل وزارة الثقافة ووزارة الإعلام ومنظمة اليونسكو وبرنامج الغذاء العالمي، بحسب ما قالت المتحدثة باسم الوزارة، التي كشفت أن صفحة المبادرة على "فيسبوك" البث المباشر للأحداث المصرية الهامة (سياسية، رياضية، ثقافية، فنية، إلخ).
وختمت: كذلك التذكير والتعريف بالمناسبات الوطنية والدينية وتوقيتاتها، فضلاً عن العمل على تطوير المحتوى في شكله ومضمونه وفقا لتكليفات السيد رئيس الجمهورية وبما يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة.