كانت هاجر تعمل مسؤولة مشتريات بإحدى الشركات المغربية، غير أنه بعد حوالي خمسة أشهر من العمل، واجهت البطالة بسبب التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا على الشركة التي اضطرت لتسريح العاملين الملتحقين الجدد بصفوفها.
وحولت جائحة كورونا حياة الكثيرين إلى كارثة، البعض أفقدتهم حياتهم وآخرون فقدوا مناصبهم المهنية، فيما استطاع البعض الآخر التحايل على تداعياتها.
ونجح هذا الصنف الأخير في التحايل على تداعيات كورونا عبر التسلح بالصبر والاتكال على المواهب وابتكار الأفكار والحلول، فحافظوا على منطقة الأمان المادي في حياتهم.
من هواية إلى مهنة
وتقول هاجر لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم أتوقع أن أفقد عملي بهذه السرعة لأنني حصلت عليه بعد تدريب متميز، لكن كوفيد-19 رسم لي مسارا مهنيا آخر".
وحولت هاجر هوايتها المفضلة "التطريز"، إلى مهنة توفر لها دخلا محترما. وذكرت: "قررت أن أحترف التطريز، قدمت أعمالي عبر صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي، إنستغرام وفيسبوك.
وتضيف هاجر:"استطعت في البداية جذب الأصدقاء وأفراد العائلة فقط، إلى أن انتشرت أعمالي في مجموعات فيسبوكية. فبدأت أستقبل طلبات يومية وبصمت اسمي في هذا المجال".
وبعد أن أصبحت غرفة هاجر ورشة إبداع، قررت نقل مشروعها من فكرة صغيرة إلى مشروع كبير يتخطى الفضاء الأزرق.
"حصلت على عمل في نفس تخصصي الدراسي قبل شهر من الآن، إلا أنني أنا من اخترت تركه هذه المرة، وعدت للتطريز. أبحث حاليا عن مستثمر ليكبر مشروعي أو قد أوفر بعضا من المدخرات وأقوم بذلك بنفسي".
تصوير فوتوغرافي بصيغة مبتكرة
حمزة المعروف فنيا باسم "سايكو موسطاش"، مصور فوتوغرافي فني اقتحم عالم الموضة بجدارته وحسه الفني العالي، نشرت له صور في أكبر المجلات العالمية، واليوم يخوض تحديا جديدا يبقيه حاضرا في الساحة بكل قوة.
ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية" بكل فخر: "فكرت مطولا في حلول تقيني بطالة لم أتذوقها يوما، إلى أن اقتبست فكرة عن تحدي أطلقه صديقي الروسي، يتمثل في التصوير عبر تقنية "فيس تايم".
ونقل حمزة الفكرة من مستوى هواية من أجل المتعة إلى تحد مهني، قائلا: "اكتشفت جانبا آخر في شخصيتي وموهبتي، فقد استطعت تصوير عارضات من مختلف أنحاء العالم من داخل بيوتهن عبر هذه التقنية".
ولم يحتج حمزة للتنقل من بلد لآخر لالتقاط صوره، فقد جمعه مع العارضات العالميات شغف بالمهنة أولا وصقله للغة الإنجليزية ثانيا.
"إلى جانب تحدي الحصول على صور بجودة عالية عبر تقنية "فيس تايم" كان يجب علي التواصل بلغة مشتركة مع العارضات الروسيات مثلا، أحيانا كنت ألجأ إلى تطبيقات الترجمة وأحيانا أخرى إلى حركات مفهومة في المجال".
وقام حمزة بترتيب جلسات التصوير اليومية معهن في كتاب يحمل في طياته صورة ودرس حياة وقصة تحكى.
وفي انتظار إصدار الكتاب، عرضت لحمزة عدة صور عبر هذه التقنية في مجلات عالمية، كما قام بإنشاء موقع يضم كل أعماله الفنية.
ويقول المصور:"لحد الساعة لا أفهم لماذا تأخرت في نشر أعمالي على موقعي الخاص وبيعها لمن يطلبها. اليوم، اكتسبت صداقات جديدة وحصلت على مدخول مادي جيد".
من صالة الرياضة إلى شاشة الهاتف
شغف مونية مدربة اللياقة البدنية والزومبا بعملها منعها من تغيير الحرفة بعد إقفال صالات الرياضة أبوابها بسبب الاحتياطات الاحترازية ضد الوباء، لكنها وجدت وسيلة أخرى للتواصل مع زبنائها وبث روح الإيجابية والنشاط فيهم.
وقالت لسكاي نيوز عربية: "بعد أول أسبوع إقفال، بدأت أقدم دروس اللياقة البدنية مجانا عبر الإنترنت، للرفع من معنويات زبنائي، إلا أن مدة الحجر طالت ودخلت في مرحلة انعزال عن العالم لمدة تعدت ثلاثة أشهر".
وأضافت مونية: "تراكمت الفواتير وتعقدت الأمور وخرجت مونية لتواجه الأزمة عبر تقديم دروس اللياقة البدنية على طريقتها، إذ يكفي أن يحدد الزبون وقت تدريبه ويشغل كاميرا هاتفه أو حاسوبه ويتابع نصائح مونية مباشرة من البيت.. دربت زبنائي عبر تنظيم حصص جماعية إلكترونية، لكن ظروف كل زبون تختلف، مما دفع البعض الى اختيار حصص تدريب خاصة".
وأوضحت مونية: "من المؤكد أن خطواتي في النجاح بطيئة، كما أن مدخولي الشهري أقل من ذاك الذي كنت أحصله من صالات الرياضة، لكن لو عادت وفتحت أبوابها سأستمر في مشروعي وسأعمل على رفع مشاهدة قناتي على اليوتيوب، لأنني أصبحت ملكة نفسي ووقتي".
أحلام مؤجلة حان قطافها
تملك سارة خبرة عشر سنوات في مجال الموارد البشرية، إلا أن إفلاس شركة الإنتاج حيث كانت تعمل دفعها للسير وراء حلم طالما أجلته.
ولموقع "سكاي نيوز عربية" تحكي سارة تفاصيل تحولها من مسؤولة موارد بشرية إلى بائعة "بوكس" هدايا وحلويات من صنع اليد.
وقالت: "كنت على يقين أنني سأترك العمل يوما ما، لكني لم أعلم أنه سيفرض علي بسبب وباء فاجأ الجميع. بعد أيام قليلة عدت لأراجع أحلامي الكثيرة التي كنت لا أجد وقتا لتحقيقها. ودون تردد أصبحت أقدم أفكار هدايا من صنع اليد في صفحات الفيسبوك وانستغرام، وأبيع بعض اكسسوارات الأطفال".
وأضافت: "تكون البدايات دائما صعبة، لكن غالبا ما تفرج بالصبر وحسن التدبير.. أخذ اسمي وقتا كبيرا ليعرف في سوق يشهد منافسة شرسة، لم أستسلم للوضع وقمت بدراسة ما يفضله الزبناء وعملت على تطويره. أصبحت منتوجاتي تتلون حسب المناسبات، فعيد الأم له هداياه الخاصة وعيد الحب له أفكاره المستجدة، اكتسبت ثقة الزبائن وسرت أدعم صفحاتي في وسائل التواصل الاجتماعي لتنتشر على نطاق واسع".
أصبحت أحلام سارة بعد تجاوزها مرحلة الانتشار تقودها إلى الانتقال إلى محل وسط المدينة، حيث ذكرت: "أسعى اليوم إلى تقديم منتوجاتي التي تنوعت بين بيع تمور محشية بالمكسرات وأكلات مشرقية مقدمة بطريقة عصرية في محل وسط الدار البيضاء"
وتريد سارة أن يتذوق الكل ما تصنعه من أفكار في قوالب حلوى "لأنني أعتمد وصفاتي الخاصة، كما أريد أن أتجه لمجال تنظيم الحفلات، أنتظر فقط أن يكبر رأسمالي".