أثارت تعليقات الإعلامية المصرية رضوى الشربيني الجدل بسبب تصريحاتها عن غير المحجبات، خلال برنامجها "هي وبس"، حيث اعتبرها البعض داعمة للمحجبات، بينما رأي آخرون أنها مسيئة لغير المحجبات.
وقالت الشربيني في حلقة ببرنامجها، بتاريخ 5 سبتمبر الماضي:" لكل واحدة هي المحجبة الوحيدة في شارعها أو بيتها أو شغلها، اوعي تقلعي الحجاب، إنتي أحسن مني ومن اللي مش محجبة 100 ألف مرة".
وأضافت: "اللي مش (غير) محجبة دي شيطانها عندها نفسها، متخليش البني آدمين اللي أقل إيمان وشيطانهم أقوى منهم يكونوا أقوى منك، إنتي أحسن عند ربنا".
وتابعت الشربيني :"أوعي تهتزي أو تقلعي الحجاب، ارجوكي متخليش حد يأثر عليكي، ولا خروجة مش قادرة تخرجيها أو مكان يمنع المحجبات أو بني آدمين يقولوا أصلها محجبة مش هينفع، الناس دي كلها أنتي أحسن منهم ومني والله العظيم".
وأثارت تصريحات المذيعة المصرية المثيرة للجدل، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وتم فتح تحقيق مع الشربيني بشأن تصريحاتها من قبل لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر.
وبما أن السلوك الإنساني يكتسب عن طريق العادات والتقاليد والأنظمة البيئية والاجتماعية التي يعيش فيها الإنسان، يبرز السؤال الهام بشأن الزي والسلوك.. هل تقترن السلوكيات بزي معين؟
وتقول آمال رقمي، أستاذة علم الاجتماع لـ"سكاي نيوز عربية": "لا يجب أن نقيم الإنسان من مظهره، بل من خلال سلوكه ومواقفه وقيمه وممارساته، والتزامه بالمبادئ والمثل العليا"، معتبرة أن اختزال الرجل أو المرأة في المظهر الخارجي هو نوع من تتفيه هذا الإنسان، "لأننا لا نحاكمه من خلال أفعاله وأقواله ومواقفه، وإنما من خلال قطعة قماش أو ارتداء قميص.
وفي ردها على سؤال بشأن الحرية الشخصية في اللباس، وهل مطلقة، أم للمجتمع دور فيها؟، تقول رقمي "من منظور حقوقي بحت هناك حرية تندرج ضمن اختيار الإنسان، فمن حقه أن يختار هيئته ومظهره، ولكن هناك مجموعة من الضوابط التي تفرضها القوانين والتشريعات، وذلك ضمانا للتعايش السلمي وقبول الاختلاف".
واستطردت أستاذة دراسات علم الاجتماع قائلة: "من جهة أخرى، فإن تأثيم المرأة غير المحجبة وتحميلها وزر وربط علاقة بينها وبين الشيطان والفتنة إلى غير ذلك، يعيدنا إلى مربع طالما تناقشنا فيه وهو بمثابة هدر للوقت".
وأشارت الأكاديمية التونسية في حوار مع برنامج "نقاش تاغ" على شاشة "سكاي نيوز عربية" إلى أن "المفاضلة بين النساء وإقامة تراتبية هرمية في أعلاها المرأة المحجبة وفي أسفلها المرأة التي لا تلتزم بهيئة مقننة اجتماعيا إلى غير ذلك".
وعن أسباب ربط اللباس المحتشم والحجاب بالعفة في المجتمع العربي، قالت: "يجب أن أشير إلى صعود اليمين في العالم أجمع، جعل مواقف تبرز بين الحين والآخر، مثلا المتحف الفرنسي منع قبل أسابيع على فتاة دخوله بدعوى أن لباسها غير لائق، في بلدان أخرى لاحظنا طرد طالبات من الجامعات بسبب التنورة القصيرة، إذا فهذا ليس حكرا على العالم الإسلامي".
وفي استطلاع للرأي أجراه برنامج "نقاش تاغ" وحمل عنوان: هل السلوكيات تقترن بزي معين؟، اعتبر 87 بالمئة من المشاركين أن السلوك والأخلاقيات لا ترتبط بالزي، في حين رأي 13 بالمئة ارتباط السلوك بالزي.