يلجأ التلاميذ المقبلون على امتحانات الثانوية العامة في الجزائر إلى مواقع التواصل الاجتماعي كبديل افتراضي مفتوح بعد إغلاق المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد.
وتوفر هذه الفضاءات مساحة للطلاب لاستيعاب الدروس قبل بدء امتحانات "البكالوريا" الشهر المقبل، بحسب ما ذكرت مراسلتنا.
بكالوريا استثنائية، إذ استبدلت فيها الأرائك المنزلية بمقاعد الدراسة نظرا لتفشي فيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19.
ومن بين طلبة البكالوريا، محمد وأمير، اللذان استبدلا المقاعد والأرائك المنزلية بمقاعد الدراسة، وصارت غرف الاستقبال بديلا للفصول المدرسية، حيث يستقبل كل منهما الآخر بشكل يومي.
والهدف تدارك ما فاتهما من دروس سببها قرار الدولة غلق المؤسسات التعليمية منذ أشهر.
ودفع هذا الوضع غير الطبيعي والمنع، الذي لم يستثن حتى الدروس الخصوصية، الطلاب في مرحلة البكالوريا لأن يعيشوا تحت ضغط نفسي كبير.
ولذلك، يتشارك الصديقان محمد وأمير طاولة مراجعة الدروس، رغم أن رأيهما مختلف حول الظروف الحالية.
إذ يقول أحدهما إنه رغم الغلق يحاولان المراجعة وعدم التوقف عن الدراسة واللجوء حتى إلى اليوتيوب والمواقع ذات العلاقة لفهم أي شيء يصعب عليهما، بينما يتحدث الثاني عن ايجابيات هذه السنة وأنها منحتهم وقت أكبر للمراجعة منذ أشهر.
الحال نفسه عند مروة، فهي مقبلة على اجتياز امتحانات الشهادة نفسها.. غير أن خطتها البديلة هي المراجعة مع الأساتذة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول مروة إنها وجدت أساتذة يدرسون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدمون تمارين للمواد الأساسية التي يحتاجونها خاصة أصحاب الاختصاص، وقد وجدت أنه الحل الأمثل بالنسبة إليها.
ومن بين الأساتذة الذين تطوعوا لمساعدة التلاميذ، المعلمة نوال التي تتواصل مع التلاميذ والطلاب 3 مرات في الأسبوع عبر شبكة اجتماعية أنشأتها هي عن طريق الإنترنت.
وتقول نوال إنها تدعم التلاميذ بدروس، حيث يمكن للطالب أن يطرح الأسئلة حول أمور لم يفهمها وهي تجيب أو العكس.
تعتبر المعلمة نوال أن هذه الطريقة قد ترفع الضغط عن التلاميذ بنسبة 70 في المائة، فيما النسبة المتبقية لن تؤثر عليه كثيرا خلال اجتيازه الامتحان النهائي.
أكثر من 4 أشهر، هي فترة الغياب عن مقاعد الدراسة، بالنسبة إلى طلبة مطالبين اليوم باجتياز أهم امتحان في حياتهم، وهو تخطي باب الثانوية نحو عالم الجامعة.
ويمكن القول إن السنة الدراسية في الجزائر هذا العام تنوعت بين إلغاء لشهادة المرحلة الابتدائية، واجتياز اختياري لشهادة الإعدادي، وتخفيض لدروس المراجعة لتلاميذ النهائي.
وفي الحالات كلها يبقى التلاميذ يخامرهم الأمل في ألا يؤثر فيروس كورونا على مسارهم التعليمي.