أثار هدم أشهر مقهى في العاصمة المغربية الرباط موجة سخط عارمة بين الأوساط الشعبية، والذي يعتبر من أهم المعالم التي تجذب السياح المغاربة والأجانب.
واعتبر العديد أن هدم مقهى "مور" التاريخي الذي يقع في منطقة الأوداية هو بمثابة جريمة قتل جزء من ذاكرة المدينة القديمة، إذ أكدت عدد من الفعاليات أن قيمة المقهى كانت في تاريخه.
وتداول نشطاء صور هدم المقهى وتسويته بالأرض على شبكات التواصل الاجتماعي، ووصفوا الخطوة بأنها محو جزء من ذاكرة الرباط التاريخية، داعين على فتح تحقيق ومحاسبة المتورطين.
وأوضح مسؤول في مجلس بلدية الرباط أن مقهى الأوداية يخضع لعملية ترميم شاملة بهدف إعادة رونقه وبهائه والحفاظ على طابعة التاريخي، بحسب ما ذكرت صحيفة هسبريس المغربية.
وأضاف أن هذه العملية جزء من برنامج شامل لترميم المنطقة من بينها الحديقة والأسوار التي خضعت الأسوار لعملية الترميم في وقت سابق بهدف إعادة تأهيل المنطقة ورفع جودة تقديم الخدمات.
وقال أحد الناشطين على صفحته على فيسبوك إن هدم مقهى الأوداية التاريخي جريمة في حق الذاكرة الرباطية والمغربية، مشككا في عملية الترميم بأنها ستكون من مواد بناء عصرية.
ويقع مقهى مور في قصبة الأوداية الأثرية، أحد معالم العاصمة التاريخية، التي تم إدراجها ضمن التراث العالمي الإنساني لمنظمة اليونسكو منذ عام 2012.
وكانت قصبة الأوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين وازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطا على مصب نهر أبي رقراق، وأطلقوا عليها اسم المهدية.
ويطل المقهى على وادي أبي رقراق الفاصل بين مدينتي الرباط وسلا، كما يمكن رؤية صومعة حسان الشهيرة من شرفته، وبيوت الأوداية الجميلة المطلة مباشرة على الوادي.
يقدم المقهى الشاي المغربي التقليدي بالنعناع، وأنواعاً مختلفة من الحلوى المغربية. وغالبا ما يقصد السياح المقهى كمكان أساسي ضمن برنامجهم السياحي، خاصة وأن المكان جميل وبسيط جداً بطاولاته الزرقاء والمقاعد الصغيرة.