أشار تقرير لموقع صحيفة "هسبريس" المغربية، إلى أن عائلة إلياس الطاهري، الشاب المغربي الذي لقي مصرعه على أيدي عناصر الشرطة الإسبانية داخل مركز للقاصرين، في ظروف مشابهة لوفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة، راسلت محكمة ألميريا من أجل إعادة النظر في القضية، وفي حالة الموافقة، سيتم نقلها إلى المحكمة العليا الإسبانية.
ونقلت "هسبريس" عن منير الطاهري، شقيق القتيل، قوله، إن العائلة تطالب السلطات الإسبانية بالتحقيق في ملابسات الحادث.
وفي تصريحات للصحيفة المغربية، قال منير، إن العائلة كانت واثقة أن ابنها راح ضحية جريمة قتل، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها الشكاوى المتكررة الصادرة عن إلياس، وحديثه لوالدته عن اعتداءات كان يتعرض له بالمركز، فضلا عن تهديدات أخرى أثرت على نفسيته بشكل خطير.
وأضاف منير قائلا: "مركز القاصرين كّلف نفسه باعتذار بسيط عن الواقعة، وأسند أمر إبلاغه للعائلة إلى موظفة بسيطة تجيد اللغة العربية"، مشيرا إلى أنه "لم يتكلف بأدنى الأمور، فحتى جثة المرحوم نقلتها العائلة بمالها الخاص".
وأوضح أن عائلة القتيل هي من منحت الفيديو للصحافة الإسبانية بعد حصولها عليه من المحامي، نافيا أن يكون إلياس يعاني اضطرابات نفسية.
وتابع قائلا: "أثناء جلسة المحاكمة، قال موظف كلّف بمراقبة أخي ساعة قبل الاعتداء إن إلياس كان عاديا وأعصابه هادئة، وطوال الفترة الزمنية التي عاينته فيها قبل مجيء حراس الأمن، كان النقاش معه عاديا دون صخب".
جدير بالذكر أن ائتلافا يضم محامين وسياسيين وجمعيات من المجتمع المدني في كل من إسبانيا والمغرب، تقدم بشكوى أمام القضاء الإسباني للمطالبة بإعادة فتح تحقيق في ما بات يعرف إعلاميا بقضية "جورج فلويد المغربي".
وسبق للقضاء الإسباني أن خلص إلى أن حادث الوفاة كان عرضيا وبدون قصد، مبرئا عناصر الحرس الذين تدخلوا، وأضاف أن الراحل المنحدر من مدينة تطوان، شمالي المغرب، أبدى مقاومة عنيفة.
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، هذا الأسبوع، مقطع فيديو أظهر فتى مغربيا لقي مصرعه بين أيدي عناصر الشرطة الإسبانية داخل مركز للقاصرين.
وقالت الصحيفة إن الشاب إلياس الطاهري توفي في يوليو الماضي، في مدينة ألميريا، جنوبي إسبانيا، البلد الأوروبي المطل على البحر المتوسط والقريب من شمالي القارة الأفريقية.
ورصد المقطع عناصر من الأمن الإسباني يكبّلون الشاب المغربي، وأحدهم يضع ركبته على ظهره، طيلة دقائق، دون أن يزيلها، مما أدى إلى وفاته ممددا على بطنه فوق السرير.
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع مبرزا "نقيض الرواية الإسبانية"، تأسس "ائتلاف العدالة من أجل إلياس" لنفض الغبار عن هذا الملف والدفاع عليه.
وقررت المؤسسة الاسبانية ابن بطوطة تقديم شكوى للقضاء الإسباني بتعاون مع عدد من المحامين، من أجل إعادة فتح تحقيق في الحادث.
وحسب ما جاء في بلاغ الائتلاف، الذي حصل موقع "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، فإن "تقرير الطب الشرعي المنجز على إثر الحادثة وكذلك فيديو التدخل يشير إلى أن الوفاة نتجت عن اختناق حاد، كما يبين الفيديو أن الشاب المتوفى لم يبدي أية مقاومة".
وتابع "مما يذكر بصفة مؤلمة بحادث القتل العنصري الذي تعرض له المواطن الأميركي جورج فلويد".
واعتبر البلاغ الحادث "خرقا خطيرا لحقوق الإنسان"، وطالب "الدولة الإسبانية بفتح تحقيق من جديد في أقرب الآجال والكشف عن المسؤولين عن خنق إلياس الطاهري في مركز القاصرين والذي يعد جريمة قتل عن سبق إصرار وترصد مكتملة الأركان".
ودعا كذلك إلى كشف ملابسات هذا الحادث و"إذا ما له علاقة بتوجهات عنصرية لمسؤولي المركز".