بعد 8 سنوات من الحب، كانت الدنماركية نينا نيلسن تخطط لإحضار خطبيها الأميركي أودنس وتيمي ماثيوز إلى بلادها في شهر سبتمبر لعقد قرانهما.
لكن خططها ذهبت أدراج الرياح بعدما أغلقت الدنمارك حدودها في 14 مارس بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
وهنا تقول نينا: "تمر الأيام بشكل عصيب وينتابني مشاعر الحزن والإحباط لأنني لا أعرف متى سأرى خطبيبي مرة أخرى".
وقد رفعت حكومة الدنماركية قد رفعت في الآونة الأخيرة القيود عن منع دخول البلاد للأجانب الذين لديهم أسرة في الدنمارك أو متزوجين من دنماركيين أو دنماركيات، وسمحت بالدخول فقط للمخطوبين القادمين من دول الشمال الأوروبي وألمانيا فقط، مما أثار موجة إحباط في أوساط الكثير من الدنماركيين.
خيبة أمل
ونجم عن القرار شعور نينا وخطيبها الأميركي المقيم حاليا في ولاية فيرجينيا، بخيبة أمل، حيث لا يوجد طريقة تواصل بينهما الآن سوى مكالمات الفيديو عبر تطبيقات سكايب وواتساب.
وفي هذا الصدد قالت نينا: "لا أستطيع أن أفهم لماذا يجب أن يمارس التمييز على مستوى الدولة التي يأتي منها الخطيب أو الحبيب، في الوقت الذي يسمح فيه للمتزوجين من الدنماركيين والدنماركيات القدوم من أي بلد في العالم".
وأضافت: "خاتم الزواج في إصبعي. وتمكنا من الحصول على جميع الأوراق المطلوبة. لكننا نفتقد ورقة تسمح بدخوله البلاد.. إنه لضرب من الجنون، ونحن في العام 2020 أن نتلقى هذه المعاملة الدونية".
وبناء على ذلك، قررت نينا مع مجموعة من الدنماركيين إنشاء مجموعة فيسبوك لدعم "العشاق"، وانضم إليها خلال أيام قليلة فقط أكثر 546 شخصًا، وجرى تسميتها "أحباء فرقتهم الحدود بسبب كورونا".
"خطر العشاق"
وتتم إدارة المجموعة من قبل سان جاكوبسن البالغة من العمر 44 عامًا، والتي لديها صديق في نيو هامبشاير، الولايات المتحدة، ولكنها لم تره منذ 21 فبراير بسبب قرارات الحكومة الدنماركية الأخيرة.
وتقول جاكوبسن: "أنا أفهم تمامًا موقف الدنمارك من عدم استقبال السياح في ظل أزمة الكروا.. لكن ما لا أستوعبه هو أن يكون هناك تمييز في المعاملة بين العشاق والمتزوجين".
وأردفت: "أجد صعوبة في الاقتناع بأن لم شمل العشاق سيشكل خطرًا على البلاد، أعاني الأرق والكوابيس وضغط الأعصاب بسبب ذلك".
أما كارينا يورجنسن البالغة من العمر 28 عاما، فتعاني صعوبة في إحضار خطبيها أوبينا، 31 عاما، من نيجيريا، حيث كانا يخططان لعقد زفافهما في نهاية الشهر الحالي، في الذكرى السنوية الثانية لأول لقاء يجمعها، مشيرة إلى أن حكومة بلادها لا تقيم وزنا للعلاقات الإنسانية، على حد قولها.
وفي هذا الصدد، أوضح الصحفي المقيم في كوبنهاغن وائل عمايري لسكاي نيوز عربية أن وزارة العدل الدنماركية أجابت عن بعض التساؤلات التي طرحتها الصحافة بشأن مشاعر الإحباط التي خلفتها قرارات الدنمارك لبعض المواطنين عندما لا يسمح لأحبائهم بدخول البلاد.
وقال عمايري إن رد وزارة العدل ركز على أن مبدأ التحوط من انتشار جائجة كوفيد -19 لا يزال ساريا رغم التخفيف من الإجراءات الاحترازية.
وأشار عمايري إلى أنه يتفق مع مبررات وزارة العدل كون الانفتاح على بقية دول العالم من خارج الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى وقت وخطوات مدروسة خوفا من حدوث موجة جديدة وقوية من انتشار الجائحة، لكنه طالب بوجود استثناءات معينة وواضحة لبعض الحالات لاسيما للمواطنيين الدنماركيين الذين لديهم خطط مسبقة للزواج والارتباط.