يتواصل انتشار القصص المؤثرة للعاملين في القطاع الصحي بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستجد وحصده لأرواح أكثر من 108 آلاف شخص حول العالم.

وروى طبيب يعالج مرضى فيروس كورونا، في نيويورك مركز تفشي المرض في الولايات المتحدة، إنه يخشى أن يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة بعد "حسرة" رؤية الضحايا يموتون بمفردهم ووحيدين، وفقا لما ذكره موقع شبكة "سكاي نيوز".

وقال الدكتور ستيف كاسابيديس، الذي يعمل 7 أيام في الأسبوع في وحدات العناية المركزة في أحد مستشفيات نيويورك، إنه لم يعد باستطاعته النوم و"كل يوم صار محفورا في ذاكرتي" خلال معركة "لا نهاية لها" ضد وباء "كوفيد-19".

وأصبحت الولايات المتحدة الآن، الدولة الأولى في العالم من حيث الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا الجديد، حيث بلغ عدد الإصابات فيها نحو 530 ألف إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات أكثر من 20 ألف حالة وفاة حتى صباح الأحد.

وبيّن الدكتور كاسابيديس، الذي وصف مركزا لاستقبال وعلاج المصابين بفيروس كورونا في نيويورك بـ"الجحيم"، أن زملاءه "ينهارون في بعض الأحيان" بسبب "الدمار" الذي سببه الفيروس.

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تئن من ضربات كورونا.. بـ"يوم حزين" آخر
لأول مرة.. ترامب يعلن "الكارثة الكبرى" في جميع الولايات
"ليس فيلما".. هذا ما فعله كورونا في دار مسنين بإسبانيا
أميركا تتخطى إيطاليا وتصبح الأولى عالميا في وفيات كورونا

وأوضح كاسابيديس أنه عندما يصاب أحد الزملاء في العمل بالمرض، فإن ذلك ينعكس على الطبيب، مضيفا "لسوء الحظ، كأطباء، علينا فقط أن نستوعب الأمر، ونذهب إلى المريض التالي".

وتابع قائلا "إنه لأمر محزن، خاصة عندما يكون لديك مرضى يموتون وحيدين. على سبيل المثال، كان لدي مريض عرفته منذ 25 عاما مات وحده. لم تستطع عائلته المجيء لرؤيته. لقد شاهدت حالات عندما تتصل العائلات بحثا عن أحبائها، ولسوء الحظ يكونوا قد توفوا قبل يوم أو يومين ولم يكن أحد أفراد العائلة يعلم بذلك".

ووصف كاسابيديس اضطرابه الشخصي جراء انعكاس الأمر عليه شخصيا، وهو يعبّر بذلك عن الحال مع أطباء كثيرين في أنحاء العالم "لا أستطيع النوم. من الواضح أنني قلق بشأن عائلتي وابنتي وأحبائي. أنا قلق بشأن وجود اضطراب ما بعد الصدمة في وقت لاحق في الحياة عندما ينتهي كل شيء، ففي كل ليلة أستيقظ من الكوابيس في منتصف الليل".

وأشار إلى أن لا أحد خارج هذا المجال ربما يمكنه أن يفهم ويدرك "مدى سوء الأمر"، مشير إلى أن هذا الوباء يدمر العائلات، ويمحي أسرا بأكملها عن الوجود، كما أنه يقضي على المدن.

واسترسل قائلا: "كل يوم محفور في ذاكرتي. إنه لأمر مؤلم، إنه مدمر. لم يكن أحد مستعدا لذلك".

واختتم حديثه بالقول: "لقد هز هذا الأمر أوروبا، واجتاح الصين، ثم الولايات المتحدة، وسيستمر في ذلك، وهذا هو أسوأ عدو يمكن مواجهته لأنه لا يمكنك رؤيته".