يحث المزارعون المستهلكين على شراء البيض ذي القشرة البيضاء، الذي يأتي من الدجاج الأقل عدوانية، وذلك للحد من الممارسة القاسية المتمثلة في تشذيب منقار الدجاج المنتج للبيض ذي القشرة البنية.
ويشجع أصحاب مزارع الدواجن والبائعون المتسوقين على "نبذ" البيض البني وعدم شرائه مطالبين إياهم بالتوجه نحو شراء البيض الأبيض، في دعوة يبدو أنها محاولة من المزارعين لما يمكن أن يوصف بـ"إعادة تغليف" ممارساتهم القاسية تجاه نوع من الدجاج باعتبار ذلك مسؤولية المستهلكين.
ووفقا للمعلومات، فإنه يبدو أن السلالات التي تنتج بيضا بنيا عادة ما تكون أكثر عدوانية تجاه بعضها البعض، لذلك تجري لها عملية تشذيب للمنقار بواسطة الأشعة تحت الحمراء، وهي العملية التي يُعتقد أنها مؤلمة للغاية لتلك السلالة من الدجاج.
وفي المقابل وعلى النقيض من الدجاج المنتج للبيض البني، فإن الدجاج الأبيض يعد مسالما تماما، وبالتالي هناك "قسوة أقل" في الحصول على البيض الأبيض.
ومع ذلك، فإن أسباب عدائية الدجاج المنتج للبيض البني غير واضحة، والعدوانية لديها قد لا تكون فطرية، بل قد يكون الأمر متعلق بظروف وجودها وعيشها في تلك المزارع وعلى خط الإنتاج المزدحم، إذ يعتقد بعض الخبراء أن هذه الظروف قد تجعلها عدوانية إلى حد القتل.
وتعليقا على ذلك، قال نائب رئيس الجمعية البريطانية للدواجن البيطرية ريتشارد جاكسون "من نافلة القول إن الدجاج ذا الريش الأبيض دائما ما يكون سهل الانقياد"، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ولكن لوضع هذا بطريقة أقل دبلوماسية، كيف يكون ذلك الدجاج سهل الانقياد عندما تكون مهمتها إنتاج 11 مليار بيضة سنويا، مقارنة بإنتاج 45 مليون بيضة بيضاء القشرة؟.
والمثير للاهتمام هو أن المتسوقين، في بريطانيا وكثير من دول العالم، يميلون إلى شراء البيض البني، وهذا يجعل من الصعب بالفعل بيع البيض الأبيض في المحلات، وبالتالي يتم التخلص منها وتوجيهها إلى استخدامات أخرى.
ويبدو أن تاريخ هيمنة البيضة البنية مثير إلى حد كبير، ففي بريطانيا فضّل المستهلكون البيض الأبيض حتى سبعينيات القرن الماضي، عندما تحولوا إلى البيض البني، معتقدين أنه أكثر طبيعية وريفية وصحية للغاية.
وتزامن ذلك تقريبا مع مفهوم الخبز البني كخيار للطعام الصحي، والذي كان صحيحا، حيث كان قد تم اختراع معالجة الدقيق والخبز المعروفة باسم عملية "تشورليوود"، لتسريع عملية التخمير والإفراط في إنتاج الخبز الأبيض في عام 1965.