بعد حالة الغضب التي اجتاحت الأوساط الفنية والثقافية الفلسطينية، نتيجة إيقاف عميد كلية الفنون بجامعة النجاح في مدينة نابلس بالضفة الغربية، عرضا مسرحيا للفنانة الفلسطينية عشتار معلم، أكدت الأخيرة أن عملها لم يكن إلا محاولة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة اليوم.
ومن خلال العرض المسرحي "إنهدوانا"، أرادت عشتار، التي تحمل اسم "آلهة الحب"، أن تخلد ذكرى الشاعرة الأولى في التاريخ، إنهدوانا الأكادية، وذلك بالتركيز على حقوق المرأة وأهمية التصدي للعنف الذي تواجهه.
لكن جامعة النجاح قررت بشكل مفاجئ وقف العرض، قبل أن تحذو حذوها مؤسسة ثقافية فلسطينية في القدس، مما أعاد الجدل، بشأن حقوق المرأة والحرية الثقافية والإبداعية في فلسطين.
وقالت معلم لـ"سكاي نيوز عربية": "أرى أن دوري المجتمعي كفنانة يحتم علي أن أقوم بتغيير إيجابي، ومن هنا جاءتني الفكرة بأن أدمج بين اسم (الآلهة) الذي أحمله والذي أستمد منه القوة، وبين صورة المرأة وما تعانيه اليوم في مجتمعاتنا العربية".
وأضافت: "أردت أن أسلط الضوء على الفرق بين النساء في ذلك الزمان، والأهمية التي كن يتمتعن بها وقدرتهن على إحداث تغيير، كونهن حظين بمراكز مهمة فكن كاهنات وشاعرات، وبين حال المرأة اليوم والتحديات التي تواجهها".
وبالرغم من أن وزيرة شؤون المرأة التي كانت حاضرة في العرض لجأت إلى الصمت عندما تم إيقافه، فإن الشارع الفلسطيني لم يسكت، إذ انحازت مؤسسات ثقافية مقدسية عريقة للفن، وقررت عرض العمل في مسرح الحكواتي بالمدينة.
لكن قبل العرض بيوم، فاجأ المسرح جمهوره بإعلانه تأجيل العمل، راضخا لضغوط وتهديدات.
من جانبه، قال مدير مؤسسة "يبوس" للثقافة، رانية الياس، لـ"سكاي نيوز عربية": "لا حدود لحرية الإبداع. من الجيد أن نتفهم وضع مجتمعنا، لكن من السيء جدا أن ننساق وراء قلة قليلة، أو مع أشخاص يريدون تحريك الناس كيفما يشاؤون".
وحذر الياس مما أسماها "نتائج مأساوية"، إذا استمر الحال على ما هو عليه.