بين محاولات المعتصمين إيصال أصواتهم إلى السلطات، ومساعي قوات الأمن لفض التجمعات وفتح الطرق المغلقة، وجدت عدسات المصورين أرضا خصبة لإظهار مواهب استثنائية في التقاط الحدث من زوايا مختلفة، وتقديم رواية أكثر شمولا لما يحدث في لبنان.
ويرى مصورو الاحتجاجات في لبنان أن عملهم يوثق مرحلة تاريخية غير مسبوقة تمر بها البلاد، فالاحتجاجات رصدت بعدسات الجميع من محترفين وهواة.
وبينما كانت البلاد تغلي من سخونة الأحداث السياسية المتلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة، قضي رامي رزق معظم أوقاته في ساحات بيروت، برفقة حقيبته السوداء.
فالشاب مصور محترف في استخدام "الدرون" التي يطلقها في الهواء الطلق فوق المحتجين، فيرصد صورا ولقطات وصفت بالأكثر تعبيرا عن حجم الاحتجاجات الشعبية.
تطير عدسة رامي المسيرة فوق معالم العاصمة الأساسية، لتجمع صورا لمئات الآلاف الذين ملأوا الشوارع منذ بداية الاحتجاجات الشعبية.
وجذبت التظاهرات الشعبية الحاشدة في لبنان، المصورين المحترفين والهواة من كل مكان، لالتقاط عشرات الآلاف من الصور للتظاهرات اليومية، ليوثقوا بذلك لحظات تاريخية يمر بها لبنان.
ويقول رزق: "استعمل الدرون كوسيلة، وأستعمل موهبنتي وعملي لأساعد الناس لإيصال الثورة إلى مكانها الصحيح. دع الناس ترى أننا مللنا الحرب ولا نريد طائفية. الصورة بالنسبة لي بالدرون صورة جامعة من فوق الناس مع بعضها، والصورة رسالة".
ومن السماء إلى الأرض، يعلق عمار عبد ربه المصور السوري العالمي صورا لوجوه الناس والمشاركين في الانتفاضة، قرب مسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء.
فالمصور المحترف نصب خيمة سماها "استوديو صور الثورة"، حيث يقدم صورا مجانية للمتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات اليومية.
ويقول عبد ربه: "نحن نرى صورة الزحام.. أردت أن أرى واحدا واحدا وعائلة عائلة. هؤلاء هم الناس وهذه هي الانتفاضة.. الكبار والصغار".