تعامدت الشمس، صباح الثلاثاء، كعادتها السنوية منذ 3263 عاما، على وجه رمسيس الثاني أحد أعظم ملوك وحكام مصر على الأطلاق في معبده بأبو سمبل للمرة الثانية خلال العام في ذكرى مولده يوم 22 أكتوبر.
وظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام، الأولى يوم 22 أكتوبر وهو يمثل بداية موسم الزراعة، والثانية يوم 22 فبراير وهو يعتبر بداية لموسم الحصاد ويوم جلوسه على عرش مصر.
وخلال تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في قدس أقداس معبد أبو سمبل جنوبي أسوان، حضر نحو 4500 سائح أجنبي وزائر مصري.
وتدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس، الذي يضم تمثال رمسيس الثاني جالسا ويحيط به تمثالا رع حور أختي وآمون، فيما تقطع 60 مترا أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال آمون رع إله طيبة، صانعة إطار حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.
ولا ينتهي إبهار المصريين القدماء عند هذا الحد، فإنه في تلك الظاهرة لا تتعامد الشمس على وجه تمثال بتاح إله الظلمة عن القدماء رابع التماثيل الموجودة بجوار الـ3 تماثيل المنيرة.
وآخر الدراسات العلمية أثبت أن هذا الحدث الفريد يرتبط بالزراعة، حيث كان المهندسون المصريون القدماء قد قاموا بتصميم المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، وهو يتناسب مع اليوم الذي يسقط فيه الضوء على وجه الملك.
وتبقى المعجزة، إذا كان يوما تعامد الشمس محددين عمدا قبل عملية النحت، لأن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة في المعمار بأن يكون المحور مستقيما لمسافة أكثر من 60 مترا.
لا سيما أن المعبد منحوت في الصخر، والإعجاز سيزداد إن أدركنا أن تلك الحسابات أجريت على أسس وأصول فلكية وجغرافية وطبوغرافية ورياضية سليمة منذ نحو 3300 عام.